تمهيد :
تقع اليابان في الحافة الشرقية لقارة آسيا، وتبعد عن
ميناء فلاديفتوك السوفيتي (800) كم شمالاً، وعن سواحل الصين جنوباً حوالي (800 )كم
أيضاً. وتبلغ مساحة اليابان (377,728) كم وهي عبارة عن آلاف من الجزر وتنقسم
إدارياً إلى خمسة أقاليم رئيسة هي هنشو، هوكايدو، كيوشو، ثيكوكو، وأوكيناوا، وكل
إقليم من هذه الأقاليم الخمسة يتكون من الجزيرة الأساسية المسمى باسمها، بجانب
مئات من الجزر المحيطة بكل هذه الأقاليم .والعاصمة هي طوكيو وتقع في الجزيرة
الرئيسة وهي جزيرة هنشو، ويعتبر الجزء الأكبر من الجزر اليابانية جبالاً،كما أن
السهول اليابانية قليلة وصغيرة المساحة وتغطي حوالي29% من إجمالي المساحة الكلية
للجزر اليابانية.أما بالنسبة للديانة في اليابان فهناك ثلاثة أديان رئيسة هي : الشنتوية،
والبوذية، والمسيحية(1) ولقد عاش اليابانيون فترة طويلة من الزمن تقدر
بألفي عام منعزلين عن الشعوب الأخرى، وفي منتصف القرن السادس الميلادي بدأ اليابانيون اتصالهم بالحضارة الصينية
وبالفلسفة البوذية، وبدأوا يستعيرون كثيراً من عناصر الثقافة الصينية، فتبنوا نظام
الصين في الكتابة ليكتبوا بها لغتهم وأسسوا مدارس على غرار المدارس الصينية وأخذوا
يدرسون بها تعاليم كونغوشيوس، وقد استمرت الفلسفة الكونفوشيوسية قروناً طويلة
مكونة لمعظم محتويات المنهج في المدرسة اليابانية(2)
الديانة: تتقاسم اليابان ثلاث ديانات:-
1- ديانة
شنتوه shinto(صوت الآلهة) وهي الديانة القديمة في اليابان
2- ديانة بوذا:
تبناها أكثر أبناء البلاد وهي تنص (لا تقتل،لا تسرق- العلاقات الاجتماعية).
3- الديانة
المسيحية: نسبة ضئيلة من بروتستانت وكاثوليك.
والتيار
المتميز في اليابان هو التيار العلماني
وهو نتاج الفلسفة الكونفوشية (تعليم العلماء) ويتميز الشعب الياباني بقوة القيم
والتقاليد واستعداده لتقبل التغيرات الحديثة وقدرته على انتقاء أفضلها لتصبح
موروثة، كما في عهد الإمبراطور ميجي (Meiji ) وهو رجل ذو فكر مستنير وعزيمة قوية هز
شعبه لإيقاظه من غفلته قال :"المعرفة سوف يبحث عنها ويقتفي أثرها كل أنحاء
العالم".
وأهم ما قام به :-
وأهم ما قام به :-
1- أرسل مئات الطلاب إلي كل من إنجلترا وفرنسا وألمانيا
وأمريكيا وإلى مصر
أيام نهضة محمد علي.
أيام نهضة محمد علي.
2-
دعوة الخبراء الأجانب إلى اليابان بمرتبات مجزية .
3-
تحويل مسار التربية اليابانية إلى الأفضل. ( 3 )
جذور النظام التعليمي:
ترجع
جذور النظام التعليمي الحديث في اليابان إلى عصر الإمبراطور ميجي الذي تولى الحكم
عام (1868 )ليبدأ باليابان عصرا جديداً.إذ بدأ يبني اليابان الحديثة بعد أن رزحت
البلاد حوالي ثلاثمائة عام تحت حكم الإقطاع (4) . ولقد أصدر هذا
الإمبراطور وثيقة وصفت بأنها تاريخية ونجحت هذه الوثيقة في إثارة المشاعر
الوطنية حيث طالب بتوزيعها على المدارس
والمؤسسات التربوية المختلفة ليحفظها التلاميذ عن ظهر قلب ولقد أكد فيها على أهمية
العلم
حيث أوصى اليابانيين بطلب العلم والنهل من مناهل الفنون والآداب. (5)
ونظراً لاهتمام الإمبراطور ميجي بأهمية التعليم أصدر عام (1872) أول قانون للتعليم الأساسي في اليابان،فهم يعتبرون أن التعليم الإلزامي هو السر في نهضة ورفاهية اليابان.(6)
حيث أوصى اليابانيين بطلب العلم والنهل من مناهل الفنون والآداب. (5)
ونظراً لاهتمام الإمبراطور ميجي بأهمية التعليم أصدر عام (1872) أول قانون للتعليم الأساسي في اليابان،فهم يعتبرون أن التعليم الإلزامي هو السر في نهضة ورفاهية اليابان.(6)
ولقد بدأ تعميم نظام التعليم الإجباري بصورة
جدية،ففي سنة (1900)
كانت هناك أربع سنوات من التعليم الإلزامي الإجباري امتدت إلى ست سنوات من 6-12 سنة ثم امتدت إلى تسع سنوات من6-15سنة (7)
كانت هناك أربع سنوات من التعليم الإلزامي الإجباري امتدت إلى ست سنوات من 6-12 سنة ثم امتدت إلى تسع سنوات من6-15سنة (7)
ولقد تبنى
الحلفاء بعد احتلال اليابان وبخاصة
الولايات المتحدة الأمريكية الدعوة إلى إصلاح التعليم، فتم توجيه الحكومة
اليابانية نحو تبني سياسة تعليمية جديدة تقوم على الديمقراطية وتكافؤ الفرص التعليمية
وفصل الدين والسياسة عن التعليم . وقد ضمت أول بعثة تعليمية أمريكية تصل اليابان
بعد انتهاء الحرب العالمية سبعة وعشرين خبيراً في التربية والتعليم برئاسة الدكتور
ستودارد في مارس (1964) ولقد أكدت هذه البعثة على ضرورة إدخال إصلاحات تعليمية
شاملة، بما يدخل تحته مراجعة كاملة للمناهج وللإدارة التعليمية،وتحسين طرق
التدريس وإصلاح نظام إعداد المعلم، وفعلاً
قد بدأت عملية إقامة نظام تعليمي جديد من خلال سلسلة من الإصلاحات وضعت أسسها لجنة
الإصلاح التربوي التي شكلت في أغسطس 1946م، ولقد أكد القانون الأساسي للتعليم عام
(1947)م على تكافؤ الفرص التعليمية كمدخل لإصلاح التعليم محدداً بالتعليم المدرسي،
ولكن اتسعت النظرة إلى التربية والتعليم بصدور قانون التعليم المدرسي ويعتبر هذا القانون مؤكداً للآمال التي عقدت
على دور التعليم في تحقيق ما تصبو إليه الأمة اليابانية وقد نص قانون التعليم
المدرسي على إقامة نظام تعليمي على النحو التالي :-
1. مدرسة
ابتدائية مدة الدراسة بها ست سنوات .
2. مدرسة
متوسطة مدة الدراسة بها ثلاث سنوات .
3. مدرسة
ثانوية مدة الدراسة بها ثلاث سنوات .
4.
تعليم عالي مدة الدراسة به أربع
سنوات .
كما
اهتم هذا القانون بإنشاء كليات صغرى وجامعات وكليات للتعليم الفني،ومدارس
للمعوقين، ورياض الأطفال ومدارس للتدريب المهني (8)
أهداف التعليم في اليابان
كان
احتلال اليابان بوساطة دول الحلفاء سنة (1945) نقطة تحول رئيسة خاصة بعد الحادث
المروع الذي هز العالم كله بإلقاء قنبلتين ذريتين من قبل أمريكا على هيروشيما وناجازاكي فقد تم تدمير المؤسسات التربوية، ومن
ثم النظام التعليمي بأكمله، ونشأ عن ذلك طلاب عاطلون في الشوارع ومدارس محطمة ثم عجز شديد في أعداد المدرسين وأدوات
التدريس . وأصبح التدخل الأمريكي مباشراُ وبخاصةً في الشئون التعليمية، وقد أرسلت
أمريكا بعثات الإصلاح، وكان هدفها تصميم نظام ٍتربوي " اليابان السلام "
ولكن هذا ساعد اليابانيين على الانفتاح
والاتصال بالفكر التربوي الحديث، وفتح باب الفرص التعليمية أمام الجميع.
أهداف الدول المستعمرة لليابان :
·
تحطيم القوة العسكرية في اليابان
وكذلك تحطيم سلطة الإمبراطور .
·
القضاء على مبادئ الفلسفة
الشنتوية Shinloism واستبعاد تدريسها .
·
وضع اليابان على طريق
الديمقراطية والابتعاد عن الناحية المركزية .
·
تحويل اليابان إلى النمط الغربي
حتى لا تكون مطمعاً للاتحاد السوفيتي
بأيدلوجيتها الاشتراكية الشيوعية .
أخذت
اليابان من النمط الغربي ولكنها فاقت في تقدمها السريع من الناحية الاقتصادية
والصناعية إلى جانب التقدم العلمي والتكنولوجي، وعزل أسواق العالم بأجمع مما أثار
أمريكا حالياً .
ولا
ننسى أن فكرة الانتقام من أمريكا راسخة في نفوس اليابانيين إلى الآن، وأصبح هناك
حرباً من نوع آخر هي الحرب الاقتصادية والصناعية التي بدأت تحققها بغزوها للأسواق
العالمية والأمريكية بشكل خاص.
الملامح الأساسية للنظام التعليمي :
حتى
نلم بكافة أبعاد الدور الذي تقوم به المؤسسة التعليمية في تشكيل حياة إنسان
اليابان لعله من المناسب أن نوضح تصوراً عاماً عن النظام التعليمي على النحو
التالي(9)
1. يقوم
النظام التعليمي في اليابان والذي يستوعب مائة في المائة من السكان حتى مرحلة دخول
الجامعة، على مبدأ المساواة في المعاملة بين التلاميذ دون أية تحيزات ناتجة عن
انتماءات طبقية أو خلفيات عائلية أو قدرات ذهنية . والافتراض الأساسي للنظام
التعليمي هو أن كافة التلاميذ يتساوون في القدرات ويأتي دور المعلم في تنمية كافة
القدرات بشكل متوازن بين الجميع
2. نتيجة
لهذا الافتراض الأساسي بالمساواة فإن الانتقال من مرحلة تعليمية إلى مرحلة تعليمية
أعلى منذ بداية التعليم الابتدائي . وحتى دخول الجامعة يتم بشكل تلقائي مضمون فلا
رسوب للتلاميذ، ومن يدخل يضمن الخروج منها مع نفس الزملاء الذين دخل معهم،وليس
معنى هذا أن التلميذ لا يتعرض للامتحانات
…… والهدف من الامتحانات الدورية
هو التأكيد من أن المعلم قد حقق هدف التوازن في توصيل المعرفة وتنمية القدرات بين
مختلف التلاميذ.
3. عند
مستوى التعليم الجامعي يختلف الوضع فيما يتعلق بالمساواة والامتحانات والانتقال من
صف لآخر هنا تبدأ المنافسة في الامتحانات والقدرات لدخول الجامعات والكليات وبالتالي فإن على الطالب أن يختار عدداً من
اختبارات القدرات التي تعكس إمكاناته المناسبة لمجالات التخصص الجامعي .
السلم
التعليمي في المدارس اليابانية
تنظيم
التعليم والسلم التعليمي :
كان
نظام التعليم قبل الحرب العالمية الثانية يتشعب إلى خمسة فروع بعد ست سنوات من
التعليم الأولي :
· أهمها
الفرع الأكاديمي إذ كان يحظى بمكانة كبيرة لأنه يؤدي إلى الجامعة ومن ثم إلى
المناصب الرفيعة في الحكومة والمهن. وكان يتكون هذا النظام التعليمي الراقي من خمس
سنوات بعد التعليم الأولي في المدرسة المتوسطة ثم ثلاث سنوات في المدرسة العالية
ثم ثلاث سنوات في الجامعة وفي نهاية كل مرحلة كان يوجد امتحان قاس للدخول في
المرحلة التالية.
· وهناك
نظام تعليمي آخر للبنات بصفة خاصة، وذلك لأن الفلسفة الكونفوشيوسية تنظر إلى
المرأة على أن مكانتها المنزل كأم وزوجة ومن ثم كان التركيز في تعليم البنت ينصب
على ما يتعلق بالمنزل وترتيبه وتزيينه وتنظيم حفلات الشاي والعناية بالطفل وغيرها
.
· النظام
التعليمي الثالث : يستهدف إعداد المدرسين المخلصين للإمبراطور والبلاد،وكانت المدة
تختلف حسب الميدان الذي يرغب المعلم أن يتخصص فيه، وكانت الحكومة تدفع نفقات
التعليم وفي مقابل ذلك كان على الطالب أن يتعهد بخدمة الحكومة والتدريس في مدارسها
لعدد من السنوات .
·أما
النظام الرابع فهو نظام التعليم الفني لمدة خمس سنوات بعد التعليم الأولي في
المدرسة الثانوية يعقبها دراسة أخرى ما بين ثلاث وخمس سنوات في المعاهد الفنية
العالية . وكان التعليم الفني يعد الطلاب للعمل في المهن المتوسطة في الزراعة
والصناعة والتجارة .
· والنظام
الخامس هو مدارس الشباب وكانت توفر تعليماً على أساس التفرغ الكامل أو بعض الوقت
لمواصلة التعليم الأولي . وكانت تستهدف إعداد الشباب مهنياً ومساعدة العاملين منهم
على مواصلة تعليمهم، وكانت مدة الدراسة تتراوح ببين سنتين وسبع سنوات، وكانت الدراسة
تتركز حول الزراعة أو الصناعة أو صيد الأسماك . وخلال الحرب العالمية الثانية كان
هناك حوالي (15) ألفاً من هذه المدارس في البلاد لا سيما في المناطق الزراعية،
وكانت غالبيتها وحدات إنتاجية للمجهود
الحربي، وأثناء تلك الفترة وضعت هذه المدارس تحت إشراف الجيش واستخدمت لخدمة
أغراضه.وهكذا كان نظام التعليم في اليابان يعكس النظام الاجتماعي الطبقي شأنه شأن
الدول الأخرى آنذاك، وبناءً على توصية البعثة التعليمية الأمريكية أعيد تنظيم التعليم الياباني على أساس توحيده
في نظام تعليمي واحد بدلاً من تعدد أنظمته . وكان التنظيم الجديد للتعليم العام
الياباني (بعد الحرب )مماثلاً لنظام التعليم الأمريكي 6-3-3 يأتي بعد ذلك مرحلة
الجامعة ومدة الدراسة بها أربع سنوات.(10)
ويبدأ
السلم التعليمي بمدارس الحضانة ومدارس رياض الأطفال ثم تأتي بعد ذلك المدرسة الابتدائية ومدتها ست سنوات وتنقسم إلى مرحلتين مرحلة
ثانوية دنيا ومرحلة ثانوية عليا وكل منهما ثلاث سنوات ويبين الشكل رقم (6) توزيع
هذه المراحل.
أولاً : مرحلة رياض الأطفال
تعتبر رياض الأطفال من المؤسسات التربوية
بالغة الأهمية , فهي تستقبل الأطفال في فترة مبكرة من حياتهم مما أعطاها أهمية
متميزة، ولقد لقيت الرياض اهتماماً ملحوظاً في كثير من دول العالم ومن ضمنها
اليابان التي اهتمت بالتعليم اهتماماً متميزاً، ويقدر عدد من الباحثين نسبة
التعليم في اليابان في النصف الثاني من القرن التاسع عشر بأنها كانت تتراوح ما
بين( 40-50)بالمائة في أوساط اليابانيين بينما بلغت (15 )% في صفوف اليابانيات
.(11)ولقد اعتبر بعض الباحثين أن التربية اليابانية تأتي في طليعة التفسيرات
لظاهرة التفوق الياباني في سباق الحضارة، ولقد كسبت اليابان السباق التربوي وهذا
ما توصلت إليه أحدث الدراسات الأمريكية عن اليابان . (12)ويبدأ السلم التعليمي
برياض الأطفال، ويقبل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين ثلاث إلى خمس سنوات
وتشرف عليها السلطات التعليمية الوطنية والإقليمية،وإلى جانب الرياض هناك مدارس
الحضانة النهارية، وهي مؤسسات تربوية في مرحلة ما قبل المدرسة تهتم بالأطفال منذ الميلاد
وحتى سن الخامسة ممن هم في حاجة إلى رعاية اجتماعية، وتشرف عليها هيئات الرعاية
الاجتماعية على المستويين الوطني والمحلي.(13) وعلى الرغم من أن مرحلة التعليم في
رياض الأطفال في اليابان مرحلة اختيارية إلا أن شعبيتها في تزايد مستمر بوصفها
الدرجة الأولى في سلم النظام التعليمي، ورياض الأطفال في اليابان تقدم مقررات
للأطفال خلال سنواتها الثلاث بحيث تتناسب تلك المقررات مع أعمارهم التي تبدأ من
عمر ثلاث سنوات . ولقد جرى إحصاء عام (1979)م ثبت من نتائجه أن (64 %)من الأطفال
الذين تتراوح أعمارهم بين الثالثة والخامسة كانوا ملتحقين بهذا النوع من التعليم،
وعلى الرغم من أن (70 %) من رياض الأطفال تعد مدارس خاصة إلا أن عليها أن تكون ذات
مستوى معين يتمشى مع المستوى الذي حددته وزارة التربية هناك، وذلك بناءً على
نصائح( المجلس القومي لمناهج المدارس)
(14 )
اليوم
المدرسي ومجالات الدراسة :
هناك مجالات ستة
للدراسة في رياض الأطفال في جميع أنحاء اليابان وهذه المجالات هي الصحة - المجتمع
- الطبيعة- اللغة - الموسيقى- الفن. وهناك بديل لرياض الأطفال يتمثل في مدارس
الحضانة والتي لديها برنامج مشابه لبرنامج رياض الأطفال و لكنه يجري بإشراف من
وزارة الخدمة الاجتماعية.
أما
اليوم المدرسي في رياض الأطفال فيبدأ في الثامنة والنصف صباحاً، حيث يفتتحون يومهم
بفترة من اللعب الحر مع إشراف محدد من مدرستهم
التي يمكن أن تساعدهم في تصميم بناء القلاع الصغيرة أو في نحت التماثيل
واللعب في صناديق الرمال أو قد تشاركهم اللعب في الأرجوحات بالمدرسة، أو في بعض
الأجهزة الأخرى المنتشرة حولها، أو قد تشاركهم في الكثير والعديد من أوجه النشاط
الأخرى ، وتنتهي فترة اللعب الحر هذه في منتصف الصباح، وبعد أن يعطى الأطفال فترة
قصيرة يذهبون فيها لدورات المياه، يدعى إلى اجتماع تحضره مديرة الروضة لتحية
الأطفال وتغني إحدى الأغنيات المدرسية ويعقب ذلك عمل مدرسي جاد بواسطة المعلمات
وبعد تناول طعام الغذاء يمنح الطلاب نصف
ساعة للعب الحر وبعد لحظات يجمعون حاجاتهم وينظفون حجرات دراستهم ويعودون في الواحدة
ظهراً.(15)
ثانياً
: مرحلة التعليم الابتدائي
ومدة الدراسة فيها ست سنوات من سن
(6-12) ويهتم الشعب الياباني بدخول
الأطفال المدرسة الابتدائية،حيث يعتبر دخول المدرسة الابتدائية خطوة كبرى في حياة
الطفل فيبدأ الاستعداد لها قبل ذلك بعدة
أشهر وتهتم الأسرة بهذا الحدث حيث تحضر اجتماعات المدرسة لتمد المدرسة ما تتوقع من الطفل أن يفعله عند الدخول، وترتدي
الأمهات والأطفال أفضل الملابس في هذه
المناسبة وينضم طلاب الخامس والسادس في الترحيب بالتلاميذ الجدد (16)
ومباني
مرحلة التعليم الابتدائي بسيطة ولكن توجد
بها مكتبات وغرف للموسيقى وحجرات مختلفة
وصالات للجمباز وملاعب وأحواض
للسباحة، ومعظم المدارس الابتدائية لها زي ويكتفي بشيء بسيط يشير للمدرسة التي
يتعلم بها .
فلسفة
التعليم الابتدائي :
"يتم النقل للصف التالي تلقائيا ًوليس
على أساس الإنجاز الأكاديمي ويتم تعويد
الطفل في بداية العام بعض العادات باستخدام برامج التلفزيون التعليمية وتعقد
امتحانات تحريرية وتعطى واجبات منزلية روتينية (17)
وهناك
فرق شاسع بين نظام الترفيع التلقائي في اليابان وفي مدارسنا حيث نجد أن الطلاب في
اليابان على درجة من الإتقان لذلك يتم الترفيع التلقائي ولكن على العكس في مدارسنا فهو ترفيع دون إتقان
.
مناهج
الدراسة:
يؤكد اليابانيون على تعليم العلوم والرياضيات
طوال مرحلة التعليم الابتدائي والثانوي لاعتقادهم أنها البنية الأساسية
للتكنولوجيا، فيتعلم اليابانيون اللغة اليابانية التي تتميز بصعوبتها ويتدربون على
الخطابة والدراسات الاجتماعية، أما منهج العلوم فيهدف لمساعدة الطفل على تنمية
القدرة على الملاحظة والتجريب وعلم التشريح وفي نهاية الصف السادس يكون الطالب قد
تعلم تصميم وتنفيذ التجارب البسيطة وتسجيل ملاحظاته، ويتعلم الطفل أيضاً الموسيقى
وتتضمن الغناء والعزف وتذوق الموسيقى الغربية واليابانية ويتعلم في الصف السادس الحفر على الخشب كما
تلقى التربية الرياضية الاهتمام من الحكومة. (16)
"ولقد
نظر اليابانيون إلى أن التعليم المختلط يؤدي إلى تأنيث الرجال وتذكير البنات،ويؤدي
إلى الانحراف الخلقي وإلى انخفاض مستواه لاختلاف الجنسين في العقلية ويدمر الطابع
المنزلي للمرأة ويقضي على كثير من الصفات الرقيقة التي أضفتها التقاليد على المرأة
اليابانية. (19)
وهذا
ما دعا إليه العديد من الفقهاء والغريب أن دولة عظمى كاليابان تتهم بالتخلف لأنها
تنادي بتأنيث مدارس البنات فأين مروجو الادعاءات والأباطيل الذين يرفعون من قيمة
التعليم المختلط ؟أين هم من اليابان ؟ولماذا توجه سهام النقد إلينا نحن المسلمين؟!
إلا أنهم لا يريدون للإسلام أن يرجع إلى سالف مجده .
ثالثاً
: مرحلة التعليم الثانوي
ومدة
التعليم الثانوي ست سنوات وتنقسم إلى مرحلتين هما :-
1-
مرحلة
التعليم المتوسط (الثانوية الدنيا ):
تتكون هذه المرحلة من ثلاث سنوات بعد
التعليم الابتدائي حيث يلتحق الطلاب في هذه المرحلة من سن الثانية عشرة حتى سن الخامسة عشرة،
والتعليم في هذه المرحلة حكومي وعام وإلزامي للجميع، إلا أن (3%) من الطلاب في هذه
المرحلة يلتحقون بمدارس خاصة . أما بالنسبة لما يدرسه الطلبة فالمناهج تتضمن اللغة
اليابانية والدراسات الاجتماعية، الرياضيات، العلوم،الموسيقى،الفنون الجملية،الصحة
والتربية البدنية ، الفنون الصناعية والأشغال المنزلية، التربية الخلقية النشاطات الخاصة، بالإضافة إلى الموضوعات
الاختيارية كما أن هناك مرونة في خطة الدراسة تسمح بزيادة ساعات بعض المقررات أو
تقليلها، والموضوعات الاختيارية تتضمن أكثر من موضوع اختياري إذ يختار الطالب
مقررات إضافية من الفنون الجميلة والصحة والتربية البدنية والفنون الصناعية والأشغال المنزلية، كما يدرس
الطلاب لغة أجنبية . وتلاميذ هذه المدرسة يدرسون الفنون الصناعية كمقرر إجباري
ويمكن أن يدرسوه كمقرر اختياري (20)
2-
مرحلة
التعليم الثانوي (الثانوية العليا )
تتكون هذه المرحلة من ثلاث سنوات حيث يلتحق
الطلاب في هذه المرحلة من سن الخامسة عشرة حتى سن الثامنة عشرة .والتعليم في هذه
المرحلة حكومي وعام ولكنه غير إلزامي
.ويتطلب الالتحاق بهذه المدرسة اجتياز امتحان قبول في المدرسة الثانوية الـذي
يعتبر أحد المعالم الرئيسة التي تحدد مستقبل التلميذ الياباني المهني إلا أن
حوالي(94 %) من خريجي مرحلة التعليم المتوسط يلتحقون بأحد أشكال التعليم الثانوي المختلفة مما يعطي صورة واضحة
عن مدى الجدية التي يتميز بها التلميذ الياباني ومدى الأهمية التي تضعها الأسرة
اليابانية لهذا الامتحان.
ويعتبر
دخول المدرسة الثانوية نقطة تحول حرجة يبدأ عندها التعليم الياباني، يعكس الاختلافات الرئيسة في القدرة وفي الخلفية
الاجتماعية والاقتصادية فبدخول الطالب هذه المرحلة تتكون لديه فكرة واضحة عن
مستقبل وضعه الاجتماعي.(21)
ويوجد
بهذا النوع من التعليم الثانوي ثلاثة أنواع من المدارس وهي على النحو التالي:-
1-المدارس
التي يحضرها الطلاب طوال الوقت .
2-المدارس
التي يحضرها عدد منهم لبعض الوقت .
3-المدارس
التي يدرس فيها الطلاب بالمراسلة .
وتستغرق الدراسة في المدارس من النوع الأول
لمدة ثلاثة أعوام،أما النوعان الآخران فإن الدراسة تستغرق فيهما أربع سنوات على
الأقل، كما أن الذين يلتحقون بهذين النوعين الآخرين لا تتجاوز نسبتهم (6 % )أو أقل
من مجموع طلاب التعليم الثانوي (22)
فالغالبية العظمى من طلبة التعليم الثانوي
والتي تقدر ب (95 % عام1980 )منتظمون في برامج الدراسة ذات الوقت الكامل (23)
أنواع المدارس الثانوية
1-
التعليم
الثانوي الأكاديمي العام :
ويمثل
هذا المسار البنية الأساسية للتعليم الثانوي،إذ يلتحق به حوالي (73 %)من الطلاب.
ويقوم هذا المسار على مبدأ الفصول الدراسية من ناحية، وعلى نظام الساعات المعتمدة
من ناحية أخرى. إذ على الطلاب أن يدرسوا (80) ساعة معتمدة بعضها إجباري والبعض
الآخر اختياري.
2-
التعليم
الثانوي الفني :
يعتبر
التعليم الثانوي الفني ثاني أهم أشكال التعليم الثانوي إذ يلتحق به حوالي (27 %)
ويتكون هذا المسار من ثلاث سنوات دراسية . يمكن أن يلتحق بعدها الطلاب بالكليات
التقنية لمدة سنتين دراسيتين إضافيتين، ويقوم التعليم في هذه المرحلة على تعليم أكاديمي
في نصفه وتعليم مهني في نصفه الآخر ومن الجدير بالذكر أن حوالي (80 %) من خريجي
هذا التعليم يلتحقون مباشرة بسوق العمل بعد تخرجهم و(20 %) منهم يتابع دراسته في
الكليات التقنية .
3-
التعليم
الثانوي بالمراسلة
يتكون
التعليم في هذه المرحلة من أربع سنوات ويلتحق به الطلاب بشكل غير متفرغ، ويعادل في
مجمله السنوات الثلاث المكونة للتعليم
الثانوي العام .
أهداف التعليم الثانوي في اليابان
يمكن الكشف عن الأهداف العامة للتعليم
الثانوي من خلال غايات التربية في اليابان، حيث تنص المادة الأولى من"
القانون الأساسي للتعليم في اليابان "الصادر عام (1947)عن غايات التربية في
اليابان كما يلي:"يجب أن تهدف التربية إلى النمو الكلي للشخصية، تربي شعباً
سليم العقل والجسد، يحب الحق والعدل، يقدر القيم الفردية، يحترم العمل، يتمتع
بإحساس عميق من المسؤولية ويتشرب بروح الاستقلال كبناة لدولة ومجتمع مسالم "
ومن الواضح أن صياغة هذا الهدف تعكس التأثير الأمريكي من ناحية ومحاولة تفادي مآسي
الحروب من ناحية ثانية . هذا وتعد التوصيات التي قدمها المجلس المركزي للتعليم في
عام (1971)كخطوة إرشادية لإصلاح التعليم أكبر البيانات حداثة عن أهداف التعليم الياباني
وتنص هذه التوصيات فيما يتعلق بأهداف التعليم على ما يلي:
"إن غرض التعليم من أجل نمو الشخصية يجب أن يساعد على
اكتساب القدرات اللازمة لحياة مرضية وطبيعية،لتطوير الواقع الاجتماعي، ولإيجاد
حلول ابتكاريه للصعاب . إن اليابانيين وهم يظهرون التسامح إزاء قيم الآخرين يجب أن
يحققوا هويتهم الوطنية على أساس من قواعد المجتمع الديمقراطي والتقاليد القومية ,،
و يجب أن يسهموا في سلام العالم وفي رعاية الجنس البشري من خلال تنمية ثقافية
متميزة ولكنها ثقافة كونية "
ويركز النظام المدرسي في اليابان على تنمية القدرات الأساسية
للصغار أكثر من التركيز على مجموعة من المهارات المهنية المحددة، وذلك استناداً
إلى مسلمة مفادها أن هؤلاء الصغار يجب أن يُعدوا كي يواكبوا بمرونة التقدم السريع
في العلم والتكنولوجيا والتغيرات السريعة في المجتمع.(24)
ويهدف التعليم الفني بشكل خاص إلى إعداد الكوادر البشرية
وتنمية الاتجاهات الإيجابية نحو روحية العمل المهني ضمن إطار من تنمية الشخصية
المتكاملة القادرة على التعاون مع الغير باحترام وتحمل لرغبات الآخرين. (25)
مشكلات التعليم الثانوي في اليابان
1.
ازدياد
الانحراف بين الأحداث من الشباب ويشير تقرير الوكالة القومية للشرطة عام (1983) إلى
ما يزيد على (237) ألف شاب سن 19 فأقل قد اعتقلتهم الشرطة ما بين يناير ونوفمبر
عام (1983) لمخالفات قانونية إجرامية ويمثل هذا الرقم أعلى مستوى للجريمة بين
الشباب منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. كذلك النظام القاسي الصارم وتمايز الجامعات
وتحقيق المساواة في فرص التعليم الجيد في المدارس والجامعات ذات المكانة كلها
مشكلات تتحدى الإصلاح. (26)
2.
أما البعد
المأساوي أو "التراجيدي "في نظام الامتحانات هذا فيتمثل في المعدل
العالي للانتحار بين جماعات الشباب الصغار الذين يأخذون امتحان القبول في الجامعات،
حيث نجد أن وزارة التربية قد كشفت النقاب عن إحصاءات تبين أنه فيما بين
(1972-1975) كانت هناك حالات من الانتحار بلغت (300) حالة تقريباً سنوياً . أنها
كانت من بين تلاميذ المرحلتين المتوسطة والثانوية.(27)
3.
كذلك هناك
حالات رفض الذهاب للمدرسة "حيث تنعكس أحياناً في صورة أعراض مرضية عضوية على
بعض التلاميذ كآلام المعدة مثلاً، فيسمح لهم عندئذ بالتغيب عن المدرسة، وأحياناً
يمتنعون عن الذهاب بدون عذر وثمة مشكلات أخرى يسببها قلة من التلاميذ اليابانيين
تتمثل في العنف الشديد والذي قد يوجه ضد المدرسين في المدرسة .أو ضد الوالدين .(28)
إعداد المعلم :
يعتبر المعلم في
المدرسة اليابانية عصب النظام التعليمي وإليه يعزى بالدرجة الأولى تميز المؤسسة
التربوية اليابانية، ويتمتع المعلم
الياباني باحترام مجتمعه له احتراماً عالياً، فهو بذلك يكافئه بإعطائه قيمة
اجتماعية في سلم القيم الوظيفية.(لذلك فالتنافس شديد على الالتحاق ببرامج إعداد
المعلم وبالتالي فإنها لا تستوعب أكثر من ربع المتقدمين للالتحاق بها .وتتضمن
برامج الإعداد دراسات موحدة في العلوم الإنسانية، ومقررات في الإعداد المهني
بالإضافة إلى مقررات في المادة التي سيتخصص المعلم بها أما الإعداد المهني في
تضمن مقررات في أصول التربية، علم النفس التربوي، طرق التدريس،وتدريس طلابي ( من أسبوعين إلى أربعة أسابيع ) ولكل معهد استقلالية في إعداد معلميه وذلك لأن كل معهد له تطلعاته وتوجهاته.(40)
تضمن مقررات في أصول التربية، علم النفس التربوي، طرق التدريس،وتدريس طلابي ( من أسبوعين إلى أربعة أسابيع ) ولكل معهد استقلالية في إعداد معلميه وذلك لأن كل معهد له تطلعاته وتوجهاته.(40)
ويتم تدريب معلمي المدرسة الابتدائية والثانوية في اليابان في
الجامعات أو الكليات المتوسطة المعتمدة من وزارة التربية والتعليم …. وغالبيتهم
يتم إعدادهم لمدة أربع سنوات، كما يتم تدريب معلمي المرحلة الثانوية العليا في
كليات الجامعات الوطنية على مستوى درجة البكالوريوس والدراسات العليا، وحتى يكون
المعلم (الطالب ) معلماً في مدرسة ما لابد وأن يحصل على إجازة التعليم من مجلس التربية في المنطقة
التعليمية.
وبالنسبة لطبيعة الإعداد فإنه يشمل عدداً من الساعات المعتمدة
والمقررات تبعاً للمرحلة التي يعد الفرد نفسه ليدرس بها ؛ فيبدأ التعليم المؤقت
للمعلم لمدة سنة يرافقه فيها المعلم الأساسي حيث يدخل معه غرفة الصف ويتولى
مساعدته ومراقبته ومن ثم الحكم عليه أما
التعليم في المرحلة الثانوية العليا فهي أكثر تخصصا بمعنى أن الغالبية العظمى من
المدرسين يدرسون مجالاً دراسياً واحداً فقط وللحصول على وظيفة معلم في مدرسة ما لابد
وأن يجتاز امتحان تعيين ويتم التعيين بوساطة هيئة التعيين بناءً على توجيه من
مراقب التعليم بالولاية. (41)
كما أن الرقابة بصورة مستمرة تراقب عمل المدرسين وذلك لتحسين
غاياتهم ومهاراتهم التدريسية، سواء من
خلال اجتماع أسبوعي لجميع المدرسين أو مع المدير أو الموجه. إذا دعت الضرورة إلى
نقل مدرس من مدرسة لأخرى فيعطى إخطاراً بذلك قبل تنفيذ النقل بشهرين، ولعله من
المفيد تنقله إلى مدارس أخرى قبل ترقيته . وغالباً ما يبدأ المعلم عمله في مدارس
الضواحي أو مناطق بعيدة نسبياً كالريف مثلاً مما يظهر قدرة المعلم على الالتزام
والإخلاص والتضحية (42)
مهام وواجبات المعلم
إذا كان التحدي التكنولوجي يؤرق
العالم بأسره فإنه يشكل بالنسبة لليابان تحدياً من نوع خاص…. إذ أن اليابان تسعى
لتحقيق السبق في مجال الإلكترونيات الدقيقة ووسائل الاتصال مما يحتم عليها إعطاء مزيد من الاهتمام بالعلوم
والتقنية للمحافظة على موقعها المتميز عالمياً. ولذا فإن من واجبات المعلم الملقاة
على عاتقه لتطوير التعليم بما يتلاءم مع متطلبات المجتمع الياباني، تحقيق التوازن
ما بين العناية بالطلاب وإطلاق إبداعاتهم وتحقيق التربية الجماعية الموحدة التي
ميزت المجتمع الياباني لسنوات طويلة هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى فإن المهمة
الرئيسة الثانية للمربين في اليابان هو تحقيق الاستخدام الأمثل لوسائل الاتصال
الحديثة في التعليم، ليس في نطاق المدرسة فحسب، وإنما في نطاق الحياة إجمالاً
وبالتالي نقل التعليم من المدرسة والصف المدرسي إلى كافة المجالات وجعل المجتمع
الياباني مجتمعاً راغباً في التعليم المستمر مدى الحياة ويحدد المجلس القومي
لإصلاح التعليم في اليابان ما يلي:-
· إثراء عقول وقلوب منفتحة معطاءة، وبناء أجسام قوية وروح خلاقة
مبدعة .
· خلق روح تتسم بحرية الحركة وتقرير المصير وبناء شخصية تركز في
تفكيرها على المصلحة العامة.
· تربية أفراد يابانيين لديهم القدرة على العيش ضمن المجتمع
الدولي وهذه المسؤولية كلها يلقيها المجتمع الياباني على عاتق المعلم.
· وعليه الانتقال إلى نظام التعليم المستمر من خلال القنوات
المتداخلة وتعليم مهارات التعليم الذاتي وإتاحة فرص أكبر للدراسة والتحول إلي
مجتمع أكثر عالمية.
· التصدي لعصر المعلومات عن طريق تطوير التعليم بما يتمشى مع
انتشار تكنولوجيا المعلومات في المجتمع.
· تطوير التعلم الابتدائي والثانوي و إحداث تغيرات أساسية في
نظم الامتحانات والقبول في جميع المراحل.
· تطوير تدريس التربية الأخلاقية وتحسين نظم إعداد المدرسين
وتدريبهم.
· إصلاح التعليم العالي وتشجيع البحث العلمي والمزيد من الربط
بين التعليم والمجتمع المحلي وتشجيع لامركزية التعليم .(43)
مشكلات المعلم في اليابان
يشعر المعلم في
اليابان أن مهنة التعليم لم تكن كما كانت في الماضي ذلك لأن عدة أمور جدت وأدت إلى
زعزعة في الموقف التعليمي مصدرها تلك الضغوط التي يتعرض لها المعلمون من السلطات
التعليمية /أولياء الأمور /الزملاء / المتعلمين أنفسهم …. ويتعرض المعلم لعواصف
تهدد استقراره بعض الشيء من جدل حول الأيديولوجيات والأدوار المنوطة بالمعلم
واتجاهات سياسية متعارضة . وعلى الرغم مما حققه المعلم من إنجازات فإنه يسوده شعور
بعدم الرضا عن نظام التعليم
ومن أهم هذه المشكلات:-
1- عدم مواكبة التطور العلمي والتكنولوجي:-
يفترض أن نظام التعليم في عصر المعلومات ينبغي أن يتميز بعدد
من السمات منها تعليم مستمر يمكن الفرد من مواجهة التطورات من أجل تنمية القدرات
وكيفية التعامل مع أدوات العصر وتوظيف طاقات البحث العلمي . ويرى اليابانيون أن
هذه السمات لم يتم تحقيقها وبالتالي يلقون باللوم على المعلم مما يؤرقه .
2- محدودية إسهام التعليم في
القضاء على العزلة الثقافية:
فبعد آلاف السنين من العزلة الثقافية، انفتحت اليابان على
المجتمع العالمي، وأصبحت اليوم تقيم علاقات تجارية وصناعية مع دول العالم، وهناك
شعور عام بأنه لم يتم التهيئة بعد لمواكبة هذا الانفتاح، ويعلق الكثيرون الآمال
على نظام التعليم في عبور الفجوة بين العزلة والانفتاح ومن السبل المقترحة لذلك
التوسع في الدراسات الأجنبية وتنمية روح التسامح، تقدير ثقافات الشعوب نتيجة
التبادل الثقافي.
3-التغيرات في قيم وسلوك الشباب
الياباني :
حيث يولي اليابانيون
أهمية عظمى للمحافظة على قيمهم الخاصة وقواعد السلوك التي درجوا عليها ... ومن ثم
فهم يقلقون عندما يلاحظون ظواهر معينة لدى الشباب مثل تناقص الاحترام للكبار سناً
والتمركز حول الذات، العناد، الانزواء، عدم المشاركة، زيادة نسبة جناح الأحداث .
ويلقي الكثيرون جانباً كبيراً من المسئولية على المدرسة مما يجعلهم يطالبون بإحداث
تغيرات في المناهج.
4- مناهج وأساليب التعليم :
بالرغم من تصدر اليابان للعديد من
الدول في دراسات للتحصيل في العلوم والرياضيات، فإن غالبية المربين يعبرون عن عدم
رضاهم من أن مناهج التعليم تتسم
بالتقليدية، من حيث اعتمـاد
الكثير منها على الحفظ والتذكر بالإضافة إلي
نظام الامتحانات الصعبة والمعقدة.(44)
الوضع الاجتماعي والاقتصادي للمعلم
يأتي الوضع
الاجتماعي حسب استطلاع عام (1971) ليضع مديري ومدرسي المدارس الابتدائية في
المرتبة التاسعة إلى الثامنة عشرة من بين (83) مهنة، ومرتبة المديرين أعلى من
رؤساء الإدارات في المؤسسات الكبيرة، فالمدرسون أعلى مرتبة من مهندسي الميكانيكا،
والمهندسين المدنيين وأصحاب الياقات البيضاء في الشركات الكبيرة . أما أستذة
الجامعات فيأتون في المرتبة الثالثة بعد قضاة المحاكم ورؤساء الشركات الكبيرة ولكن فوق الأطباء . وقد
يكون من المثير للاهتمام معرفة مدى ما حدث من تغيرات لو تم إجراء استطلاع مماثل
اليوم ؟! ومتوسط رواتب المدرسين اليابانيين يوازي تقريبا متوسط رواتب
المدرسين الأمريكيين في القوة الشرائية في
عامي 1983- 1984وتعتبر رواتب المدرسين اليابانيين أعلى لحدٍ كبير عن مثيلتها
للمعلمين الأمريكيين عند ربطها بالمؤشرات القومية لنصيب الفرد في النشاط الاقتصادي
. غير أن هذه المقارنات يجب أن تؤخذ بحذر نظراً لاختلاف أحوال وظروف التوظيف في البلدين،
فالمعلم الياباني يعمل على امتداد سنة دراسية أطول من نظيره الأمريكي، كما أن
إجازته أقصر كما أن المدرسين اليابانيين
يتحملون نطاقاً أوسع من المهام التي يقوم بها المعلمون الأمريكيون. (46)
الإدارة التعليمية اليابانية :
تعتبر الإدارة
التعليمية عملية ضرورية وهامة للنظام التربوي في أي مجتمع حيث تتوقف قدرة التعليم
على قدرة وكفاءة نظامه الإداري باعتباره أداة السيطرة عليه وعلى تنظيمه، وأداة فاعلة
لتوجيهه وتقويمه من أجل الوصول إلى تحقيق مستوى معين من الارتقاء في مجال التعليم
ونجاح الإدارة التعليمية في اليابان راجع إلى أنه أحد الأنماط الإدارية ذات الصلة
الوثيقة بالنظام الإداري العام في المجتمع الياباني، الأمر الذي أضفى عليه العديد
من المميزات والخصائص التي تفتقدها إدارة التعليم في كثير من المجتمعات.
أولاً : إدارة التعليم على المستوى القومي :
ممثلة في وزارة التربية والتعليم وتقع عليها مسئولية نشر التعليم والعلوم
والثقافة وكذلك مسئولية التخطيط للتعليم وبرامجه وإدارة جامعاته ولها سلطة اتخاذ
القرارات الخاصة بإنشاء المؤسسات التعليمية، وينطوي تحت لوائها مجمعة لجان لكل من
التعليم الابتدائي –الثانوي –الفني – الجامعي – التعليم الخاص – الشباب المرأة
العلاقات الدولية.
ويوجد على المستوى القومي اتحاد المعلمين الياباني، حيث يقوم
بالعديد من الأنشطة المهنية والاجتماعية ويتحمل الجزء الأكبر من المسئولية الخاصة
بالنشاط المهني وله كيان متميز عن الوزارة ويتشكل هذا الاتحاد من أربع مستويات من
جمعيات المعلمين وله صحيفة شهرية ويعقد اجتماعاً للمعلمين على مستوى الدولة لبحث
مشاكلهم كما أن للاتحاد فروعاً في المقاطعات. (48)
بعض جوانب الإفادة من إدارة التعليم الياباني
1.
نظراً للتفوق
العلمي والتكنولوجي فلقد أصبح هذا النظام يثير الانتباه ويجذب إليه العديد من
المجتمعات المتقدمة برغم ما وصلت إليه من مستوى عالٍ في كثير من المجالات، وهي لا
تحاول تقليده، وإنما تحاول الإفادة مما يتميز به من خصائص فريدة، وتضمين هذه
الخصائص لنظمها الإدارية حتى يستمر لها التقدم والتفوق . ولكن من ناحية ثانية يجب
على الدول النامية أن تحذو حذو الدول المتقدمة لأنها في أمس الحاجة لذلك، وتطويع
تجارب الآخرين لظروفها المحلية والثقافية والعمل بما يلي :-
1.
العمل على
بناء نظام إداري متكامل العناصر يأخذ بمزايا المركزية واللامركزية .
2.
العمل من
خلال مفاهيم وأسس واضحة ومحاولة تطبيقها بأسلوب متميز بالتنسيق والتكامل فيما بينها
3.
التأكيد على
الصلة الوثيقة بين الإدارة التعليمية والتخطيط للتعليم .
4.
الأخذ من أسس
الإدارة اليابانية فيما يتعلق بعمليات التوظيف الدائم والمشاركة في اتخاذ القرار.
5.
الإفادة من
التجربة اليابانية في عمليات التكامل بين المركزية واللامركزية وبين الإدارة على
المستويات الثلاثة للنهوض بالتعليم.
6.
مشاركة
الإدارات التعليمية على اختلاف مستوياتها في النهوض بالبحث التربوي لحل الكثير من
المشكلات التي تواجهها.
7.
مشاركة
الإدارات التعليمية في رفع مستوى الوعي التربوي والتعليمي عن طريق عقد الندوات
والمؤتمرات داخل المؤسسات التعليمية .(53)
تمويل التعليم في اليابان :
لقد اهتم النظام الياباني الإمبراطوري(ميجي) سنة (1868)
بالتعليم حيث جعل نسبة كبيرة من الدخل القومي له،وكان هدفه من ذلك توفير خدمات
تعليمية متساوية لمن يريد التعلم. وكان من نتائج ذلك أن أصبح التعليم مجانياً إلى
جانب أن الآباء يمولون بعض المصروفات مثل المواصلات والنشاطات التعليمية .
فعلى سبيل المثال :-
· المرحلة الابتدائية يدفع الأب(70)جنيهاً إسترلينيا ويشكل(11
%) من قيمة الإنفاق الكلي.
· المرحلة الثانوية الدنيا يدفع الأب (100) جنيهاً إسترلينيا
ويشكل(15%) من قيمة الإنفاق الكلي.
· المرحلة الثانوية العليا يدفع الأب (240) جنيهاً إسترلينيا
ويشكل(23.5%) من قيمة الإنفاق الكلي.
وبالرغم من هذه المساهمات الأسرية فإن التعليم من الناحية
الرسمية يعتبر مجانياً ولكن الإنفاق على التعليم في حالة ارتفاع مستمر بسبب ارتفاع
الدخل القومي .
مصادر الإنفاق على التعليم :
ا- الضرائب
ب- القروض
ج- الإعانات القومية
.
كيفية تمويل المستويات التعليمية :
أ-المرحلة الابتدائية يتم تمويلها محلياً وتشترك بثلث الإنفاق
.
ب- المرحلة الثانوية يتم تمويلها عن طريق المستوى القومي أو
الحكومة الفيدرالية وتشترك بخمس الإنفاق .
وإجمالاً وعلى وجه التقريب تقوم الحكومات القومية بالإنفاق
الكامل على التعليم الإلزامي والتعليم العالي من خلال المنح التي تقدم للولايات أو الجامعات . وعلى
وجه العموم فإن أكثر من ثلثي الإنفاق التعليمي يذهب للمرحلة الإلزامية وحوالي
الخمس للتعليم الخاص .
وفي السنوات الأخيرة فإن السلطات المحلية والبلديات تنفق على
التعليم بنسبة تجاوزت (50%) من قيمة الإنفاق الإجمالي على الرغم من زيادة تحكم
وسيطرة وزارة التعليم(54)
المراجــع
1.
إسماعيل أحمد
حجي : التربية المقارنة . 415،416
2.
ج – سنجلتون
:المدرسة اليابانية .ص5-6 .
3.
نفس المصدر :
4.
إسماعيل أحمد
حجي : التربية المقارنة ص116 .
5.
عبد الرازق
محمد شفشق، وآخرون : المدرسة الابتدائية أنماطها الأساسية،ص209
6.
عبد الغني
عبود : دراسة مقارنة لتاريخ التربية، ص352.
7.
ج- سنجلتون
:المدرسة اليابانية،726.
8.
إسماعيل أحمد
حجي : التربية المقارنة،ص421،422.
9.
أحمد ابراهيم
أحمد : في التربية المقارنة،ص274-275.
10.
محمد منير
موسى : التربية المقارنة بين الأصول النظرية والتجارب العالمية، ص300-301.
11.
عبد الغني
عبود : التربية العربية المقارنة منهج وتطبيق،ص33.
12.
محمد جابر
الأنصاري : جذور التربية اليابانية،ص27.
13.
أحمد ابراهيم
أحمد : في التربية المقارنة،ص280-281.
14.
إدوارد، أبو
شاحب : التربية في اليابان المعاصر،ص40.
15.
نفس المصدر
:ص41.
16.
محمد عبد
القادر حاتم : التعليم في اليابان، ص29.
17.
جاسم محمد
عبد الغني : الحرب وتجربة التحديث اليابانية،ص33-34.
18.
محمد عبد
القادر حاتم : التعليم في اليابان، 98.
19.
محمد منير
موسى : المرجع في التربية المقارنة،ص434.
20.
أحمد إسماعيل
حجي : التربية المقارنة،ص431.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق