اسأل سؤال وعلينا الجواب

بحث هذه المدونة الإلكترونية

بحث هذه المدونة الإلكترونية

قهوة

السبت، 6 يوليو 2019

نظام التعليم في نيجيريا


المقدمة:

الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم، ثم الصلاة والسلام على من بعث معلما للبشرية، يعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم، محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه، الذين تربوا في مدرسة النبوة، وحملوا مشاعل العلم والنور، إلى مشارق الأرض ومغاربها، ومن اهتدى بهديهم، وسار على نهجهم، فاهتم بالعلم والتعليم، إلى يوم المعاد.  

السكان

يعيش نحو 84% من سكان نيجيريا في الريف. ومنذ منتصف القرن العشرين انتقلت أعداد كبيرة من السكان لتعيش في المدن مثل: لاغوس العاصمة السابقة وأكبر مدينة في البلاد، حيث يعيش مايقارب من 8 مليون شخص، وبالإضافة إلى لاغوس توجد في نيجيريا أربع مدن، يزيد سكانها على 1,000,000 نسمة هي: إبادان، وأويو، وكادونا، وأوجبوموشو، وكانو
كل سكان نيجيريا ـ تقريبا ـ من الأفارقة، ويضم القطر أكثر من 250 مجموعة عرقية. وتختلف هذه المجموعات عن بعضها؛ نظرًا لاختلاف اللغات التي يستخدمونها، وكذلك اختلاف العادات والتقاليد. أكبر ثلاث مجموعات من حيث العدد: الهوسا، واليوروبا، والإجبو أو الإيبو. وتشكل هذه المجموعات الثقافية الثلاث مايقارب من ثلاثة أخماس المجموع الكلي للسكان.
تعيش الهوسا بصفة أساسية في شمالي القطر، وفي البلدان المجاورة مثل: النيجر، وتشاد. ويعمل معظمهم في الزراعة، ولكن كثيرين منهم يمارسون الحرف اليدوية والتجارية.
ويعيش اليوروبا ـ بصفة أساسية ـ في الجزء الجنوبي الغربي من البلاد، وكذلك في بنين وتوجو الواقعتين إلى الغرب من نيجيريا. يعيش معظم اليوروبا في المدن ويزرعون الأراضي الواقعة في المناطق الريفية المجاورة. ومنذ مئات السنين نشأت في منطقة اليوروبا عدة مدن منها لاغوس العاصمة السابقة.
ويمثل الإيبو غالبية السكان، في جنوب شرقي نيجيريا، ولذلك تعيش أعداد كبيرة منهم في مناطق أخرى من البلاد. وخلال فترة الحكم البريطاني، منذ بداية القرن العشرين تقبل كثير من الإيبو نظم التربية، وأساليب الحياة الغربية بسرعة أكبر من المجموعات السكانية الأخرى في نيجيريا، وكانوا أكثر استعدادًا للرحيل بعيدًا عن مستوطناتهم التقليدية. ونتيجة لذلك شغل الإيبو عدداً كبيراً من المناصب المهمة في مجالس الحكومة والأعمال خلال الفترة الاستعمارية.
وتضم المجموعات الثقافية الرئيسية الأخرى في نيجيريا النوبي، والتيف في أواسط نيجيريا. والإيدو والأرهوبو والإتسكيري في ولاية بندل واللجو في دلتا النيجر والأفيك والإيبو في ولاية نهر كروس والكانوري في شمالي نيجيريا الذين يرجع أصلهم إلى إمبراطورية كانم.

اللغات المحلية

وتعتبر اللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية في نيجيريا، وتدرس في المدارس في كافة أنحاء القطر. وبالرغم من ذلك فإنها ليست أكثر اللغات استخدامًا. ولكل مجموعة من المجموعات الثقافية التي تعيش في نيجيريا، والتي يزيد عددها على 250 مجموعة، لغتها الخاصة المميزة، وأكثر هذه اللغات استعمالاً ثلاث، وهي اللغات التي تستخدمها أكبر المجموعات العرقية وهي: الهوسا، واليوروبا، والإيبو.
يتحدث معظم سكان نيجيريا أكثر من لغة، وقد يستخدمون لغة مجموعتهم العرقية في معظم المناسبات، بينما يستخدمون الإنجليزية أو غيرها في أوقات أخرى. وبالإضافة إلى ذلك يستخدم المسلمون اللغة العربية لأداء الشعائر الدينية، كما أن الحرف العربي كان يستخدم في كتابة الهوسا قبل أن يحظرها الاستعمار.

السياسة والحكومة

نيجيريا هي جمهورية اتحادية على غرار الولايات المتحدة،[19] و السلطة التنفيذية بيد الرئيس و تشابه نموذج نظام وستمنستر  [بحاجة لمصدر] حيث يتم تشكيل و إدارة  المجالس الأعلى و الأدنى من سلطة تشريعية ثنائية المجلس. الرئيس يترأس على حد سواء رئاسة الدولة و السلطة التنفيذية الوطنية؛ يتم انتخاب الرئيس بالاقتراع الشعبي لمدة أقصاها فترتين مدة كل منهما أربع سنوات.[20]
يتم فحص سلطة الرئيس من قبل مجلس الشيوخ ومجلس النواب، والتي هي مجتمعة في هيئة مجلسين يدعى الجمعية الوطنية. مجلس الشيوخ هو هيئة من 109 مقعدا مع ثلاثة أعضاء من كل ولاية و عضو من من منطقة العاصمة أبوجا؛ و يتم انتخاب الأعضاء بالاقتراع الشعبي لولاية مدتها أربع سنوات و يحتوي المجلس على 360 مقعدا و يتم تحديد عدد المقاعد لكل ولاية حسب نسبة السكان.[20]
إن النعرة العرقية والقبلية والاضطهاد الديني قدأثرت على السياسة النيجيرية على حد سواء قبل و بعد الاستقلال في عام 1960. و شق الإستحواذ الحاد الإنتقائية طريقه في صميم السياسة النيجيرية، مما أدى إلى تركيز الجهود القبلية للإمكانيات الاتحادية على منطقة معينة خدمةً للمصالح.[21] وقد أدت القومية إلى سلسلة من الحركات الانفصالية النشطة مثل الجماعة الانفصالية MASSOB و حركات قومية مثل كونغرس شعوب Oodua و حركة تحرير دلتا النيجر وحرب أهلية. حافظت أكبر ثلاث مجموعات عرقية في نيجيريا (الهوسا و اليوروبا و الإيبو) على التفوق التاريخي في السياسة النيجيرية و أدت المنافسة بين هذه المجموعات الثلاث إلى تغذية الفساد و الكسب الغير مشروع .[22]
بسبب القضايا المذكورة أعلاه فإن الأحزاب السياسية في نيجيريا هي عموماً ذات طابع وطني و علماني (رغم أن هذا لا يحول دون التفوق المستمر للعرقيات السائدة).[22][23] وتشمل الأحزاب السياسية الرئيسية في الوقت الحاضر حزب الشعب الديمقراطي الحاكم لنيجيريا، الذي يحافظ على 223 مقعدا في مجلس النواب وو76 في مجلس الشيوخ (61.9% و69.7% على التوالي)؛ أما الحزب المعارض (حزب كل الشعب النيجيري) حالياً ( حزب كونغرس التقدميين) فلديه 966 مقعدا في مجلس النواب و27 في مجلس الشيوخ (26.6% و24.7%) و حوالي عشرين لأحزاب المعارضة الثانوية.
اعترف الرئيس السابق (اولوسيجون اوباسانجو) ب"الهفوات" الانتخابية لكنه قال أن النتيجة عكست استطلاعات الرأي و في كلمة بثها التلفزيون الوطني في عام 2007 وأضاف أنه إذا لم يعجب النيجيريين انتصار خليفته الذي اختاره، سيكون لديهم فرصة للتصويت مرة أخرى في غضون أربع سنوات.[24]
كما هو الحال في العديد من المجتمعات الأفريقية الأخرى، فإن الإضطهاد العرقي وارتفاع معدلات الفساد لا تزال تشكل تحديات كبيرة لنيجيريا. مارست جميع الأطراف الرئيسية تزوير الانتخابات وغيرها من وسائل الإكراه من أجل البقاء في دائرة المنافسة. في عام 1983 وصل معهد السياسة في كورو إلى نتيجة بأن فقط الانتخابات التي أجريت بين عامي 1959 و1979 عانت الحد الأدنى من التزوير .[25]
أما بعد:
وقد أحببت أن أسهم -ولو بجهد المقل- في بيان  شئ يتعلق بالنظم التعليم في نيجيريا وقد تم اختيار نيجيريا للذكر في هذا البحث نظرا لتجربتها التاريخية في مجال التعليم النظامي.
ويحاول الباحث من خلال هذه الورقة أن يقف على أهم المشكلات التعليمية في بلادنيجيريا، لعله يسلط الضوء نحو جزء من الخلل الذي تعانيه الأنظمة التعليمية في بلاد نيجيريا. 
والمؤمل -بعونه تعالى- أن يحقق هذا البحث المقاصد التالية:
التعليم في نيجيريا!!!!!!!!!!!!!!!!
 
نظرا لرغبة الكثيرين من الطلاب المقيمين في المملكة العربية السعودية من الجنسية النيجيرية والجنسيات الأخرى لتكملة دراستهم في نيجيريا أحببت أن أقدم موجز بسيط عن التعليم والمراحل الدراسية في نيجيريا.
نظرة عامة:
 جمهورية نيجيريا تعتبر الدولة الأكبر من حيث عدد السكان في منطقة غرب أفريقيا، تحدها من الشمال دولة النيجر ومن الشمال الشرقي دولة تشاد ومن الشرق كميرون ومن الغرب بنين. حاليا نيجيريا لديها 36 ولاية مع العاصمة أبوجا وعدد سكانها يفوق 150 مليون نسمة من هذا العدد تقريبا 30 مليون طالب الدولة غنية بالنفط والكثير من المعادن، لديها ثلاث قبائل تسيطر على الدولة قبيلة اليوربا في الجنوب الغربي للبلاد، قبيلة الإيبو في الشرق وقبيلة الهوس في الشمال. اللغة الرسمية للبلاد هي اللغة الإنجليزية ومعظم الناس يتحدثون لغاتهم المحلية بالإضافة للإنجليزية. اللغة الإنجليزية هي اللغة الوحيدة التي تستخدم في المدارس للقراءة والتحدث والكتابة.
التعليم في نيجيريا مسئولية مشتركة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الولاية وحكومة المحافظة. وزارة التعليم الفدرالية هي من تتحكم في تنظيم التعليم في البلاد حيث تشارك في صياغة السياسات ومراقبة الجودة الحكومة الاتحادية تشارك في التعليم العالي أكثر من التعليم المدرسي الذي يعتبر مسئولية حكومة الولاية (الثانوي)، و (الإبتدائي) مسئولية حكومة المحافظة. القطاع التعليمي ينقسم إلى ثلاث مراحل: التعليم الأساسي (تسع سنوات) مابعد التعليم الأساسي أو الثانوي (ثلاث سنوات) التعليم العالي (من أربع إلى سبع سنين حسب التخصص). التعليم في نيجيريا يقدم عن طريق مؤسسات عامة وخاصة.
القطاع الثالث يتكون من قطاع الجامعات وقطاع غير الجامعات، قطاع غير الجامعات يتكون من المعاهد و أحادي التخصص والكليات، يوفر القطاع الثالث فرص لطلبة الدراسات العليا والخرجين والمهني والتقني. يوجد حسب تقدير عام (2011) 117 منها جامعات للحكومة الاتحادية وحكومة الولايات والجامعات الخاصة. السنة الدراسية عادة تبدأ من سبتمبر إلى جولاي، معظم الجامعات لديها نظام الفصلين الدراسيين من 18 إلى 20 أسبوع، وجامعات أخرى تبدأ من يناير إلى ديسمبر وتنقسم إلى ثلاث فصول من 10 إلى 12 أسبوع.
سنويا ما يقارب من 1.5 مليون طالب يدخلون امتحان القبول الجامعي الموحد للدخول إلى الجامعات والمعاهد وكليات التعليم حيث تستطيع الجامعات قبول 40 في المائة فقط من الطلاب الذين يتقدمون للإمتحان أما بقية الـ 60 في مائة فيذهبون للإختيار الثاني أو الثالث للمعاهد والكليات والكثير من الطلاب يتقدموا للدراسة في الخارج. في عام (2011) 40 في المائة من الطلاب الذين تقدموا لإختبار القبول حصلوا على درجة الحد الأدني للقبول وهي 200 من 400 وقبلوا في الجامعات النيجيرية.
تعليم القطاع الثالث:
يوجد 36 جامعة اتحادية معتمدة و 36 جامعة معتمدة تابعة لحكومة الولاية 455 جامعة معتمدة خاصة. ال 36 جامعة اتحادية داخلة معها المستشفيات والتعليمية والمعاهد. وحكومة الولاية لديها مسئولية دعم وإدارة جامعتها الـ 36. واللجنة الوطنية للجامعات هي من تقوم باعتماد الجامعات.
بالإضافة إلى الجامعات 59 معهد للحكومة الإتحادية وحكومة الولاية ومعاهد خاصة وأحادية التخصص وكليات تعليم منتشرة في البلاد وتسعى الحكومة لتطوير بعض الكليات لتصبح قادرة على تخريج البكلوريوس. الكليات تعتمد بواسطة المجلس الوطني لتعليم الفني.
الحصول على القبول:
 للدخول إلى التعليم العالي في نيجيريا، يجب على الطالب أن يتجاوز امتحان القبول، أي طالب يستطيع أن يختار مايقارب من 6 مؤسسات: جامعتان معهدان وكليتان للتعليم عند تسجيله للإمتحان. الدرجة الأقل في الإمتحان هي 200درجة من 400 درجة بالإضافة إلى ذلك أي مؤسسة لديها درجات مرغوبة لبرامجها أو تخصصاتها لذلك 200 درجة ليست ضمان للحصول على القبول خاصة للتخصصات التي لديها طلب عالي. الجامعات أيضا تقوم بعمل فحص للمتقدمين قبل القبول النهائي. يجب على الطالب الذي يتقدم لإمتحان القبول أن يختبر اللغة الإنجليزية وثلاثة مواد أخرى تدخل تحت تخصصه الذي يرغبه.
 
القبول لبرنامج البكلوريوس في جميع الجامعات النيجيرية ينظم عن طريق مجلس القبول المشترك والشهادات الثانوية (JAMB).
حسب أحصائيات (JAMB) لعام 20111 جامعات الحكومة الإتحادية هي الأكثر طلبا للطلاب الذين يخوضون امتحان القبول تليها جامعات الولايات والجامعات الخاصة أقل طلبا . جامعة لاغوس هي الأعلى طلبا ب ما يقارب من 99،195 متقدم وترغب الجامعة بـ(6،106) مقعد فقط تليها جامعة أحمد بلو في زاريا بـ(89،760) متقدم وجامعة إنسوكا بـ (88،177) متقدم، وجامعة نمدي أرزيكوي بـ (84,719) متقدم، وجامعة بنين بـ (80,976) متقدم.
البرامج:
 مدة الدراسات الجامعية في الجامعات النيجيرية حسب التخصصات التي ترغب في دراستها. برامج في العلوم الإجتماعية والعلوم الطبيعية والعلوم الأدبية غالبة ما تكون أربع سنين. أما الهندسة والبرامج التي تتعلق بالتقنيات خمسة سنين. الطب والطب البيطري والهندسة المعمارية تحتاج إلى ستة سنين (ولديها فصول طويلة) ودراسة القانون خمس سنين (فصلين لكل سنة).
التعليم العالي التقني والمهني:
 
التعليم التقني العالي يقدم في الكليات التقنية وكلية التعليم. الدخول إلى الكليات عن طريق الشهادات الثانوية والدراسات التقنية. 
الدبلوم الوطني يقدم على شكل برنامج من سنتين ومنح للوصول إلى برنامج الدبلوم الوطني العالي.
الدبلوم الوطني العالي (HND)  هو برنامج من سنتين عادة ما يحتاج المتقدم للقبول إلى سنة خبرة من برنامج الدبلوم الوطني. 
المتخرج من برنامج الدبلوم الوطني العالي (HND)  عادة ما يحتاج إلى سنة للحصول على شهادة دبلوم الدراسات العليا قبل أن يتقدم لدراسة الماجستير في أي جامعة من جامعات نيجيريا.
 
الكليات والمعاهد المتخصصة تقوم بتقديم شهادات ودبلوم يمكن الحصول عليها خلال سنة وسنتين وثلاثة سنين.
 
مجلس التمريض وفن التوليد يقوم بمنح دبلوم بعد سنة من الدراسات النظرية والتطبيقية. وشهادة التمريض المسجلة تكون بعد دراسة لثلاثة سنوات بعد مرحلة الثانوية.
معاهد مختبرات التقنية الطبية تمنح مساعد دبلوم تقنية المختبرات الطبية وشهادة الزمالة من 4+11 مع أساس في التعليم الثانوي.
التكلفة:
 بالنسبة للجامعات والكليات الخاضعة تحت الحكومة الإتحادية وحكومة الولاية فتعتبر جدا بسيطة ورمزية، أذكر أنني في عام 2005 كنت أدرس تخصص علوم الحاسب الآلي وكانت تكلفة التسجيل لكل سنة ما يقارب من (25 ألف إلى 20 ألف نيرا نيجيريا) أي ما يعادل الآن (250 ريال سعودي إلى 300 ريال) ويزداد المبلغ بالنسبة للجامعات الخاصة أما بالنسبة للكليات والمعاهد فيعتبر المبلغ أقل من الجامعات بكثير.
أرجوا من أي طالب يرغب في الدراسة في نيجيريا أن يحدد الهدف لأن ذلك سوف يسهل عليه في تعلم اللغة الإنجليزية، فالشخص الذي يرغب لدراسة تخصص مثل العلوم السياسية أو العلوم الإجتماعية سوف يتجه مباشرة لمعرفة كلمات تتعلق بتخصصه، أما في حال لم يكن يمتلك هدف سوف يتشتت ذهنه وهذا سوف يؤثر عليه في تعلم اللغة الإنجليزية.

مشكلة البحث:

تتمثل مشكلة البحث في حجم التأخر - أو التخلف إن جاز التعبير- الذيتعيشه البنية التحتية، بعد أن أقصيت عن موقعها وأصبحت تعيش في غربةمعنوية ومادية مستضعفة مهانة، وعجز
 أنظمتها التعليمية عن النهوض بالمجتمع النيجيري، وعن التعامل مع قضاياها ومشكلاتها، المناهج،والمعلمين، والمباني المدرسية، والإدارة،وغيرها،ومن ثم إعادتها إلى سابق عهدها، مع وجودالإمكانيات والقدرات لديها في الوقت الحالي، مع وجود بعض النماذج الجيدة فيبعض البلاد وبالذات مصر وفلندا ماليزيا واندونيسيا  وغيرها.

أهمية البحث:

        تكمن أهمية البحث في إيجاد بعض الحلول عن أسباب عجز النظام التعليمي عن التقدم نحو الأمام بالمجتمع الى الحد الأدنى من مستوى طموحاتها،وحجم تأثيرها في المشكلات التي تعانيها التعليم في نيجيريا، لعله يمكننا أننتجاوز القصور والخلل المصاحب لأنظمتنا، لأن نهضة الأمم تعكس مقدار ما يحققهنظامها التعليمي من نجاح.


أهداف البحث:

سوف يتناول البحث موضوع مشكلات التعليم في نيجيريا ويمكن تحديد أهداف البحث في التعرف على النقاط التالية:
1.   تقديم إطار نظري موجز عن النظام التعليمي، و سماته  في شمال نيجيريا.
2.   لمحة موجزة تعريفية عن نيجيريا، ومواقعها الجغرافي.
3.   إبراز أهم المشكلات التعليمية في المدارس الإسلامية بنيجيريا.
4.   العوامل المؤثرة على النظم التعليمية في بلاد نيجيريا.
5.   استعراض تجارب وخبرات بعض الدول كمقترح  التي طورت نظمها التعليميةمما جعلها من الدول المؤثرة اقتصاديا على المستوى العالمي.

     مصطلحات البحث:

تعريف المشكلة:المشكلة لغة: المشكلات جمع مشكلة من الإشكال وهي في اللغة "الإلتباس" يقال: أشكل الأمر، التبس.[1]
ويعرف ابن منظور، المشكلة: الأمر المشتبه، ومنه قيل للأمر الملتبس وأشكل علي إذا اختلط".[2]
المشكلة في اصطلاحا: تعرف بأنها شئ يشعر به الفرد ولكنه لايجد له حلا مباشرا، وبدون وعي تكون هناك مشكلة، وقد لايربط الشخص بين مشكلة يشعر به وحاجة أساسية عنده مرتبط بها، فالمشكلة تمثل التعبير الخارجي للحاجة ويمكن أن تعد عرضا من أعراض الحاجة.[3]
تعريف إجرائي للمشكلة بأنها صعوبة أو عقبة محسوسة للفرد تحول بينه وبين تحقيق أكبر قدر ممكن من التوافق النفسي والاجتماعي والصحي والمدرسي، وبجميع بنية تحتية.

الفصل الأول: معلومات أساسية عن نيجيريا وفيه عدة مباحث:

تمهيد:

        - وأعتقد أن من أهمّ ما يساعدني في تناول هذا الموضوع بعد توفيقالله عز وجل- في نظري أنّني من أبناء نيجيريا، ومن ضمن الطلاب الذين أكملواالمراحل الدراسية الثلاثة منها:-الابتدائية، والمتوسطة، والثانوية، وهيالمنطقة الّتي عايشتُها وترعرعتُ فيها، طالبًا متعلمًا وملاحظاً فيها مدى قدرةالمدارس الإسلامية، في أداء واجبها التربوي، بل قد مَرَرْتُ  خلال حياتيالتّعليمية يبعضها.
      كما تعتبر نيجيريا أكبر موقع استراتيجي في قارة إفريقيا، وذلكلمكانتها في إتحاد دول غرب إفريقيا، و من أكثر الدول الأفريقية التي تعرضتللتغيرات السياسية الأمر الذي أدى إلى وقوع أكثر الأحداث السياسية في القارةداخل أراضيها ([4]).
      نظرًا لما تتميز به نيجيريا من مكانة وموقعها الجغرافي، أراد الباحث فيهذا الفصل أن يعرف نيجيريا من حيث أصل الكلمة، وموقعها الجغرافي، ثم يذكرنبذة تعريفية عنها استيرادا من خلال هذه النبذة: أحوال نيجيريا الدينية،والسياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والعلمية.
كما تناول الباحث بعض المشكلات المدارس الإسلامية في شمال نيجيريا وما تعانيهمن قلة الإمكانيات التي تعوق بينها وبين تحقيق أهدافها المتوقع .
المبحث الأول: نيجيريا من حيث أصل الكلمة
تكاد المصادر التاريخية تتفق على حقيقة، مفادها أن لفظ نيجيريايرتبط باسم نهر النيجر الذي يخترق الجزء الأوسط والأدنى للقسم الغربي منالبلاد، إلا أن المعروف المحفوظ عنها، هي عبارة عن دولة من دول إفريقيا.
         تقول مصادر أخرى لفظ نيجيريا مشتق من نهر نيجر والذي يخترقها منأقصى الشمال إلى الجنوب حيث يصب في المحيط الأطلسي، وكلمة النيجر محترفة مننيغرو وهي كلمة لاتينية "وتعني" الزنجي الصغير الأسود القصير، أو النهر الكبيرالغزير.
     وأطلقتها الأمم القديم على سكان غرب إفريقيا، كما أطلق العرب عليهمكلمة الزنج أو النوبة، أو السودان، فكلمة نيجيريا بالمعنى العام تعنى ماحول بلاد نيغرو أو ما حول وادي النيجر Niger area"" ثم حولت إلى نيجيريا .([5])
     وفي سنة 1899م تمّ اعتماد اسم نيجيريا من قبل الحكومة البريطانية، وأولجريدة نشرت هذا الاسم هي جريدة التايمز البريطانية، وذلك في شهر يناير1897م، وتمّ التوحيد بين الإقليم الجنوبي والشمالي في يوم 1/1/1914م([6])ليكوّنا نيجيريا الحالية.
     وقد ظلت البلاد خاضعة للاستعمار البريطاني بعد توحد جهود النضال منأجل الاستقلال بين المسلمين والمسيحيين، واتّخذها المستعمرون مركزًا تجارياً وسياسياًفي غرب إفريقيا([7]), وكانتْ ولاية لاغوس عاصمة لها.
   وفي يوم1/10/1960م نالت استقلالها عن بريطانيا،([8]) وتشتمل حاليا على36 ولاية كل واحدة منها مستقلة عن الأخرى تحكمها جميعا الحكومة الفدرالية([9])بالإضافة إلى العاصمة أبوجا.   
المبحث الثاني: نيجيريا وموقعها الجغرافي
     ولقد استمرت أراضي نيجيريا غير محددة ومجهولة المعالم والأطراف إلى أناستقرت فيها الاستعمار البريطاني عام 1914 م عندها تم تخطيط حدودها وتحديدهويتها الجغرافية . وعن طريق لَوْردُ لُوغَارِد ، (الممثل البريطاني في المنطقة)([10]).
المبحث الثالث: نبذة تعريفية عن نيجيريا
تمهيد:
     تعتبر نيجيريا حاليا هي أكبر موقع استراتيجي في غرب إفريقيا وأكثرهااكتظاظاً بالسكان في أفريقيا الغير عربية حيث قدر سكانها 160مائة وستين مليون نسمة، ويشكل المسلمون الغالبية العظمى حيث لا تقل نسبتهم عن 75%،بينما يكون النصارى والوثنيون 30%، تقريبًا([18]).كما يوجد فيها مايقارب350 لغة، ومزيجاً من الأعراف([19]).
   وأكبر موقع استراتيجي في المنطقة لمكانتها في إتحاد دول غرب إفريقيا -كمامر معنا- التي تتكون من خمس عشرة دولة ذات جواز سفرٍ مشترك {E.C.W.S} كذلكالنظام التعليمي والمقرر الدراسي {W.C} والدفاع الأمني المشترك{E.C.M}  ويدخل مواطنو تلك الدول إلى الأخرى دون تأشيرة ، كما تعد عاصمة نيجيريةأبوجا العاصمة المركزية للجميع.
هذا ما سيسعى الباحث في تناول الموضوع المشار إليه أعلاه من خلالالنقاط التالية:-
أ- الحالة الدينية:-
      ومن المؤكد أنَّ أول موطنٍ للهجرة الإسلامية قبل المدينة المنورة هيالقارة الإفريقية (التي تسمى ببلاد السودان أو الحبشة سابقا) وذلك عن طريقالصحابة الذين هاجروا إلى الحبشة بتعريض النبي صلى الله عليه وسلم لهم بذلكحين قال: (لوخرجتم إلى الحبشة، فإن بها ملكًا لايظلم عنده أحد)[20]. إثر مالاقوه من اضطهاد مستمر من قبل كفار قريش، فمنذ ذلك الوقت وطئت أقدامالمهاجرين ربوع إفريقيا[21].
         تكاد المصادر التاريخية تتفق على حقيقة، مفادها أن أول بلد منبلاد السودان الأوسط يدخلها الإسلام هي كَانَم برنو،  التي أصبحت بعد ذلك جزءمن شمال نيجيريا وهي بلدة ذات أنهار وأشجار ورمال واسعة، عامرةبالسكنى،[22]..  كما تم انتشار الإسلام في المنطقة بواسطة الرحال والتجار،ولمجموعة من الونغريين wangarawa"" الذين يجمعون بين التجارة والدعوة، دورفعال في ذلك([23]) ولم تكن بلدة في ذلك القطر أوسع منها وأكثرها عمارة،يسكنها البربر والعرب والفلانيون[24]. ثم انتشر الإسلام بعدها إلى بقية ممالكالهوسا التي تقع في غرب مملكة برنو، "وهي سبعة أقاليم[25]، لسانهم واحد.وهناك من المؤرخين من يذكر أن الإسلام دخل هذه البقعة بواسطة الفتوحات التيقام بها الصحابي الجليل :عقبة بن نافع الفهري رضي الله عنه([26])، ولكنالرواية الأولى أرجح، بالتتبع الدقيق للمصادر.
وتشير المصادر التاريخية بأن نيجيريا ارتقت حضارياً بعد انتشار الإسلام فيأراضيها منذ ذلك الوقت ، وكان دخول الإسلام عاملاً قوياً في تقدمها الحضاريوانفتاحها نحو العالم الخارجي وخاصة الشمال الأفريقي ،حيث كثر هجرة القبائلالعربية والبربرية التي كانت تنقل معها الدين واللغة إلى الجهات التي تزورهاأو تهاجر إليها .
  ومع دخول الإسلام إلى البلاد في القرن الثالث عشر الميلادي تكونت عدة ممالكوإمبراطوريات في الشمال أهمها إمبراطورية الكانمي التي برزت كأقوى دولة فيالمنطقة حتى القرن الرابع عشر الميلادي، ومما ساعد على انتشار الإسلام في غربإفريقيا احترام الحكام للعلماء وتقريبهم منهم، وضمان حقوقهم، ومنحهمالهبات([27])
     وتؤكد معظم الوثائق التاريخية إلي أن دولة برنو قد نشأت عند بدايةعهدها في إقليم
كَوَار في شمال الشرقي جمهورية النيجر الحالية([28])، وبين جنوب منطقةالفزان(تقع بليبيا الحالية)([29]) 
      وفي مثل هذه الظروف قامت الحركة الإصلاحية تحت قيادة الشيخ عثمان بنفودي وأسس بذلك إمبراطورية إسلامية كبيرة ([30]) ، التي حكمت من بدايةالقرن التاسع عشر، والتي كان لها أثر بالغ الأهمية في توحيد دويلات المنطقة تحتقيادة واحدة، وجمع شتات المسلمين وإصلاح عقيدتهم، ونشر العلم والثقافةالإسلامية والعربية بين الغني والفقير، والعدل والمساواة بين الناس في القضاءوفي جميع الشئون الإدارية للدولة، وفتحت باب  نشر الإسلام إلى جميع القبائلالوثنية بكل الوسائل المتاحة لها. 
 ب- الحالة  السياسية:-
تعتمد جمهورية نيجيريا الاتحادية النظام الاتحادي منذ عام 1976م والذي بموجبهتوجد ثلاثة مستويات للحكم هي : المستوى الاتحادي والمستوى الولائي والمستوىالمحلي . ومنذ عام 1999م فان البلاد تحكم وفق دستور 1999م والذي على أساسهقامت الديمقراطية الثالثة في البلاد .
ويرتكز الدستور على الفصل بين السلطات الثلاثة التنفيذية والتشريعيةوالقضائية
     عرفت نيجيريا بخارطتها الحالية عام 1903م ،حيث قام الاستعمار بتوحيدهافي صورتها الحالية. كانت مستعمرة بريطانية ونالت استقلالها عام1960 م.
بدأ نظام الحكم فيها بالنظام البرلماني المدني ثم توالت عليها الانقلاباتالعسكرية ثم تحولت أخيرا إلى    ديمقراطي قبل ثلاثة عشر سنة .(1999م إلىاليوم).
النظام الإداري فيها فيدرالي([31])، حيث تقسم البلاد إلى 36ولاية بجانبالعاصمة القومية ، وفي كل ولاية حكومات محلية . والنظام الفيدرالي يقوم علىاللامركزية في الحكم والإدارة . وتعتمد في نظامها الديمقراطي على التعددالحزبي والانتخاب المباشر لمستويات الحكم المختلفة سواء الرئاسي والبرلمان أوالولائي والجهاز التشريعي الولائي والحكومات المحلية .
ج- الحالة الاقتصادية :-
 تعد جمهورية نيجيريا من أغنى دول العالم ثروةمعدنية، وخاصة البترول الذي يشكل أكبر منتوجاتها، كما تتمتع بغزارة الأمطاروأراض خصبة صالحة للزراعة.
كما تتبنى الدولة نظام الاقتصاد المزدوج ، فبينما تطبق النظام الرأسماليالذي ينبني على مبدأ السوق الحر فان الدولة تتدخل في حركة الاقتصاد عبرالقرارات والإجراءات الاقتصادية من خلال مؤسساتها المالية والاقتصادية ويشملذلك وزارة المالية والمصرف المركزي والمجلس الاقتصادي القومي وبذلك تم الجمع بيننظام الاقتصاد الحر والاقتصاد الموجه. ([32]) ومن حيث الدخل القومي تعتمدنيجيريا بصورة أساسية على قطاعات مختلفة أهمها:
    النفط: تعد نيجيريا من أهم الدول الأفريقية المنتجة للنفط وهي عضو فيمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك وتحتل المرتبة الثامنة في قائمة أهمالدول المصدرة للنفط على المستوى العالمي. وبحسب تقديرات أوبك لعام 2001يبلغ حجم الاحتياطي النفطي في نيجيريا ما بين 27 إلى 31.5 مليار برميل، في حينيبلغ حجم الاحتياطي من الغاز الطبيعي 4.5 تريليونات قدم مكعب.
    تستهلك نيجيريا من بترولها ما بين 200 إلى 275 ألف برميل فقط يوميا،وتصدر إلى العالم الخارجي 2.26 مليون برميل يوميا، هو ما يقارب أكثر من90% من القيمة الكلية لصادرات نيجيريا، وبالإضافة إلى النفط تتمتع نيجيريابموارد طبيعية متنوعة، وأكثر من نصف أراضيها صالح للزراعة والرعي، وتشملالواردات الرئيسية: الإسمنت، والمنتجات الكيميائية، والمنتجات الغذائية،مثل: الأرز، والكاسافا، والطماطم، وبعض النباتات الجذرية([33])والآلات،والسلع المصنعة، والمنسوجات ، والكاكاو، والمطاط، وأخشاب الصناعة الخام،والقصدير، وغيرها.

      أما أهم الدول التي تتعامل تجاريـًا مع نيجيريا فهي: بريطانيا،وفرنسا، وهولندا، وألمانيا،
 
والولايات المتحدة الأمريكية.

د- الحالة الاجتماعية:
    إن هذه البلدة تميز بنظامها الاجتماعي حيث أن الحكومة منحت لكل أفرادشعبها أن يمارس ما يريد من الاعتقادات الدينية والعرفية  والعلاقاتالاجتماعية، وعلى هذا خصص للمسلمين الأغلبية في شمال نيجيريا نظام التعليم بمايوافق دينهم، وخصص لهم محكمة شرعية تتولى نظام الزواج والطلاق وتقسيم التركةوما شابه ذلك. وبجانب ذلك حرية تكوين الجماعة والأحزاب الدينية والفكريةالخ.
    و يظهر التأثر الكبير بالإسلام والثقافة العربية بين قبائل الشمال،بينما تغلب العادات و التقاليد المحلية على قبائل الجنوب .
 أما من حيث الأنشطة الثقافية فيظهر ذلك جليا في المناسبات الاجتماعيةالمختلفة([34])سواء الأعياد أو حفلات الزفاف أو المآتم و غيرها. كما يظهر ذلكفي الموروثات التي لهذه المجموعات من حيث أنماط الشعر و الغناء و الموسيقى وغيرها .([35])
   كما توجد في نيجيريا عدة ديانات تتفاوت في حجم معتنقيها وأهما: الإسلام،وتشير إحصائيات أتباع الديانات حسب أهم القبائل إلى:([36]) أ-الهوسافولاني:95%مسلمون، و05% مسيحيون ووثنيون. ب-اليوروبا: 50% مسلمون، و45%مسيحيون، و05% وثنيون. 
ج- الإيبو:02% مسلمون، و65% مسيحيون، و43% وثنيون.يعتبر الدين الأكثر اعتناقا وأتباعا وانتشارا، الإسلام يتمركز المسلمون فيالشمال بنسبة عالية تفوق 90%ثم الجنوب الغربي بنسبة تصل إلى 55%بينما تكونالنسبة قليلة في كلٍّ من الوسط والشرق والجنوب الشرقي . نسبة المسلمين تبلغ70% تقريبا من عدد السكان الكلي . إمكانيات المسلمين متواضعة وضعيفة فيبعض الولايات ، إلا أن أغلبهم  يشتغل بالزراعة والتجارة والأعمال الهامشيةوقلة في العمل الوظيفي الحكومي أو الجيش والقوات الأمنية الأخرى . نسبةالتعليم النظامي والعصري ضعيفة، والأمية عالية في أوساط المسلمين،  ومع هذهالظروف الصعبة التي تمر بها البلاد لم يمنع أن يعتز المسلم النيجيري بإسلامه.
ه- الحالة العلمية:
     وقد أسس العلماء المدارس القرآنية في شمال نيجيريا وكان التعليمالإسلامي هو النظام التعليمي السائد قبل دخول الاستعمار، والتعليم الغربيالتابع له.
    بل كان التعليم على نظام الكتاتيب في المساجد أولاً، فإذا تعلم المرء القراءة والكتابة، وحفظ بعض سور القرآن الكريم، التحق في الحلق العلمية لكبار العلماء فيدرس عليهم العلوم التي يريدها([37])
فهي مدارس أهلية لتحفيظ القرآن الكريم، ولها منهج دقيق متوارث منذ القدم،ولا تختلف هذه المدارس عن مثيلاتها في العالم الإسلامي، فهي الكتَّاب والكتاتيب فيمصر التي  وصفها  ابن جبير([38]) في رحلته، ومدى التقدم المنهجي الذي وصلإليه تعليم الصبيان في دمشق، فقال: "وتعليم الصبيان للقرآن بهذه البلادالمشرقية كلها إنما هو تلقين، ويُعلَّمون الخط في الأشعار وغيرها؛ تنزيهًا لكتابالله عز وجل،  فقد ذكر ابن بطوطة([39]) في رحلته الشهيرة، يُخبر عما أخبر بهابن جبير من قبله، والخلوة في السودان "الخلوة" تسمية محلية واستعمال خاصبأهل السُّـودان، وهي دار تعليم القرآن الكريم وتعلُّمه، نشأت منذ بدايةالتعليم الديني، وربما كان الأصل في التسمية أنَّ الشيوخ كانوا يتفرغونلتعليم القرآن الكريم والعلوم الشرعية، ثم يتخذ كل واحد منهم لنفسه خلوةيتعبد فيها ويقرئْ القرآن ويعلم الناس أمور دينهم"([40])والمدرسة فيباكستان وأفغانستان ... وهلم جرَّا؛ لأن الآيات تكتب للتلاميذ في الألواح،وتمييزًا لها عن المدرسة الجديدة التي جاء بها الأوروبيون التي سموها "مكرنتربوكو" أي: مدرسة البُك Book، وهو الكتاب أو الكراسة الذي يكتب فيهباللغة الإنجليزية.
أما في نيجيريا فتعرف بـ "مكرنتر ألو"، ومعناها مدرس اللوح.
بحكم أن العربية تعتبر لغة رسمية وثقافية آن ذاك ([41])لدى شعوب الشمالالنيجيري .
وقد تم فتح أول مدرسة عربية على النظام المغاير للكتاتيب في كل من مدينةكانو kano
سوكوتو Sokoto سنة 1930م.
وقد أدت هاتان المدرستان دورًا مهمًا في نشر اللغة العربية في نيجيريا.


المبحث الرابع: نشأة المدارس الإسلامية  وبعض مشكلاتها في نيجيريا:
تمهيد:
       تعد هذه المدارس امتدادًا طبيعيا وتطورًا للتعليم القرآني والدينيالذي عرفته البلاد عبر تاريخها العريق،  وبخاصة أيام ازدهار التعليم الإسلاميالعربي في ممالك وإمبراطوريات إفريقيا ومن هذه الدول إمبراطورية البرنوالإسلامية، والتي قامت في منطقـة بحيرة تشاد الواقعـة إلى الشـرق من دولالهوسا، وتقع هذه البحيرة في قلب الإمبراطورية([42])،التي تحتضن جمهورية نيجيرياالحالية .
    و شمال نيجيريا كغيره من أقطار العالم الإسلامي، لم يخرج عن هذا الوضع التعليمي العام إلى أن ظهرت المدارس، الّتي يعود السّبب الرئيسي في ظهورها إلى  ما يتمتع به هذا الشعب الشجاع من الصبغة الإسلامية.
المدارس المستهدفة  :
   أما المدارس الإسلامية التي تعنينا في هذا البحث،  فهي مدارس نظاميةإسلامية حديثة، تُعرف بالمدارس العربية والمدارس الإسلامية أو بمدارس علومالقرآن، وهي مدارس لها تمويل حكومي أو أهلي منتظم ومناهج متطورة تضم بعضالعلوم الحديثة كاللغة الإنجليزية والرياضيات والجغرافيا وغيرها، وهي بمثابةالثانوية، التي ظهرت في أساليب التعليم العربي الإسلامي النيجيري، في أوائلالقرن العشرين([43]).

مما لا شك فيه أن أهمية التعليم لا يمكن تجاهلها من قبل أي دولة ، وفي عالم اليوم أصبح التعليم ضرورة قصوى لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لأي دولة ، ولا يخفى على أحد فى عصرنا هذا أهمية التعليم والتعلّم وخاصة بالنسبة للدول النامية حيث يعتبر الجهل والتنمية والهوية ثالوث المشكلة بالنسبة لتلك الدول ، لهذا يمثل التعليم محوراً أساسياً للنهوض بهم.

في نيجيريا أنواع مختلفة من المدارس منها ابتدائي وأخرى ثانوي ودور المعلمين ومعاهد فنية وكليات وجامعات وغيرها . كما كان لهذه ا لمدارس مناهج دراسية وكتب مقررة . أما اللغة الرسمية في جميع هذه المدارس فهي اللغة الإنجليزية كما تدرس اللغات المحلية الرئيسية حسب مواقع المدارس ، إلا أن هذه المدارس لم تزل تعاني من بعض المشكلات منها: 
مشكلة النظم التعليم في نيجيريا:
يعانى النظام التعليمى النيجيري بكل عناصره وبكل مستوياته منذ أمد بعيد بالعديد من المشاكل والتحديات ، والتى تمثل عائقاً حقيقياً أمام العملية التعليمية وتطورها وبالتالى التحديث والتنمية الشاملة ، ومشاكل التعليم فى نيجيريا هى مشاكل بالغة الخطورة نظراً لكونها متعددة الجوانب ؛ فهى تلازم المحاور الخمسة للعملية التعليمية ، وذلك كما يلى:
- مشكلة المناهج: ومن ضمن مشكلات المنهج: عدم ملاءمة ما يدرس من مناهج تضمنتها بعض المقررات لمتطلبات المجتمع ،كما يوجد بكل صراحة غياب المنهج الحق في الاعتقاد لدى كثير من المدارس الإسلامية  وعلى سبيل المثال نجد تدريس أم البراهين وجوهرة التوحيد.
‌- المنهج العلماني: وأصحابه هم الذين تتلمذوا في مدارس أوروبية أو ذات صبغة أوروبية، ويرى كثير منهم التقليد الكلي للغرب .
-ضعف مستوى التحاق التلاميذ بالمدارس، ضعفا لا يزال مستمرا، ورغم الجهود التي بذلت، لنشر المؤسسات التعليمية، وزيادة عدد المدرسين؛ فإن المستوى الإجمالي للحضور التلاميذ، بين ذوي الأعمار (7-12) سنة، يقدر بنسبة متدنية جدا 99،3%، في العام الدراسي 1999/2000م، وكان الأمل المتوقع أن يبلغ 75%، في عام 2000م.
-التوجيه  المدرسي والمهني: الذي يعتبر مفتاح القنطرة للنظام التعليمي، ما زال في وضع المهمل!، دون أن يكون لها الوسائل اللازمة، مع القيام بأدوار تقليدية تافهة،
ومن هنا؛ فإن مستوى النجاح في الشهادة الابتدائية، يبلغ 44،4%، في حين أن مستوى الانتقال، من الابتدائية إلى المتوسطة، لا يتجاوز حوالي 30%، وهذا يعني ترك 50%، من خريجي مدرسة التعليم الأساسي، دون أمل في التكوين، أو الحصول على مصدر رزق مأمون.
-ضعف المستوى التنظيمي: والهيكلي، للتعليم المهني، وقلة العروض المتوفرة للتكوين، ذلك يشكل أهم سمات المرض، الذي يعاني منه هذا القطاع من التعليم، بالإضافة إلى تهميش نظام التعلم فيه، والغياب شبه التام، لعدم أي تنسيق، أو تعاون منظم، بين هذا القطاع وبين الشركات.
- مشكلة التلاميذ: في التخصصات العلمية والفنية في الثانويات (حوالي 25%)؛ ما زال قليلا، وهناك غياب جسر يربط بين التعليمالأساسي، والتعليم الفني، ومن ناحية أخرى؛ فإن عدم وجود المرونةالكافية، في تنويع التخصصات، وتوحيد المعايير للمعاهد، لا يسمحانللقيام برعاية الميول المختلفة، لخريجي مدارس التعليم الأساسي.
- مشكلة المعلمين : ضعف مستوى كثير من الأساتذة ومعلمي المدارس الثانوية، سواء من جهة الحصيلة العلمية أو الخبرة العملية في التعليم. ولذلك عبر بعض الباحثين بقوله: "إن مستويات أكثر معلمي المدارس الثانوية متوسط أو دون ذلك و إن هذا ينعكس بطبيعة الحال على التلاميذ، وبالتالي يؤثر في مستواهم، نتيجة ضعف المدخلات، وينتهي إلى ضعف في المخرجات".
- قلة ذات اليد لدى كثير من المعلمين أدت إلى انشغالهم –أو انشغال أكثرهم-بشئون الحياة وجلب الرزق، فربما انقطع بعضهم عن التعليم وتركه، أو انشغل عنه كثيراً فضعف مستواه وقلَّ عطاؤه. والأسباب التي أدت إلى هذا الضعف الإنتاج.- قلة المعلمين في بعض الولايات، حتى ذكر أنه في بعض المدارس الإسلامية يوجد معلمون غير مؤهلين تماما!.
-مشكلة الوسائل التعليمية المناسبة:لا يزال الاعتماد على الألواح الخشبية وسيلة للتعليم في المدارس التقليدية القديمة، والطباشير.بل هناك ماهو أدهى وأمر حيث هناك كثير من المدرسين _ في بعض المناطق _يتجاهل أن تكون التقنية الحديثة يمكن استخدامها كوسيلة للتعليم.
-  :أما عن الجامعات فحدث ولا حرج،  تعاني معظم جامعات نيجيريا من عدم توفر الإمكانات اللازمة للأستاذ الجامعي للقيام بالتدريس بصورة فاعلة وإلى عدم استفادة الطلا بمن التعليم الجامعي بصورة تؤدي إلى تحقيق الأثر العملي من التعليم الجامعي ، فبعض الجامعات تعاني من عدم توفر المكتبة الجامعية المتكاملة ، وعدم توفر معامل ومختبرات ووسائل تعليمية بصورة كافية
-
مشكلة الإدارة والتمويل: إن الضعف الإداري أدى إلى انعدام المباني المدرسية المناسبة الحديثة في أكثر مناطق الدولة. ولا شك أن هذا الضعف حاصل كذلك في الأثاثات اللازمة للعملية التربوية كالكراسي، فهي قليلة، وكثير من الطلاب –خاصة في المدارس التعليم الأساسي يفترشون الأرض و الحصائر.
ومن المعروف أن التعليم عموما يحتاج إلى ميزانية تفوق كثير من المؤسسات ،وذلك للوظائف الأساسية التي يقوم بها التعليم والمتعلقة بالتدريس لإعداد القوى العاملة ،بما في ذلك البحث العلمي وخدمة المجتمع ، إن هذه الوظائف الأساسية تتطلب توفر ميزانية مالية تحقق تطلعات الجامعات وللقيام بدورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية . إذ أن المشكلة ليست في عجز الميزانيات ،وإنما بسبب سوء الإدارة التي تعجز عن تلبية متطلبات المجتمع بما في ذلكالمدارس العامة والجامعات والذي يعتبر من أهم مشكلات التعليم عموما وفي الجامعات خصوصا .
ما يتعلق بالجامعات:
   ضعف الرواتب : يرتبط بمشكلة سوء التصرف للميزانيات ، ضعف رواتب أعضاء هيئة التدريس  في الجامعات الأمر الذي يؤدي إلى شعور الأعضاء بالإحباط والقلق مما ينعكس سلباً على أدائهم الجامعي ، ولقد أدى ضعف الرواتب في بعض الجامعات إلى إضراب أعضاء هيئة التدريس عن العمل وإلى عدم الانتظام في المحاضرات لمدة  
الإضراب ،لدرجة أن بعض الجامعات تسعى إلى رفع الرواتب من خلال الرسوم التي تفرضها على الطلاب .
 ضعف إمكانات البحث العلمي : من المعروف أن البحث العلمي يعتبر من ضمن أهم أهداف وظائف الجامعة من منطلق دور البحث العلمي في الارتقاء بالمستوى العلمي لأعضاء هيئة التدريس إضافة إلى أهميته في الترقيات العلمية وخدمة المجتمع .
 تزايد أعداد الطلاب : تعاني بعض الجامعات من زيادة عدد الطلاب عن الطاقة الاستيعابية ، الأمر الذي يؤدي إلى عدم التحاق العديد من الطلاب في الجامعات ، وتزداد صعوبة هذه المشكلة لدى بعض الجامعات في الجنوب التي لا توفر مقاعد دراسية كافية
للطالبات كماهي متوفرة في الشمال.
 نقض أعضاء هيئة التدريس : تعاني بعض الجامعات من نقص في أعداد أعضاء هيئة التدريس مقارنة بزيادة عدد الطلاب خاصة في التخصصات الطبية والهندسية والتقنية الأمر الذي يؤدي إلى لجوء كثير من الطلبة إلى الدول الأخرى ، وتزداد هذه المشكلة تعقيداً من حين لآخر، الأمر الذي يؤدي إلى تعطيل الدراسة في بعض التخصصات العلمية المهمة .
 عدم توفر أقسام كافية في الدراسات الإسلامية والعربية : عدم توفر أقسام كافية في الدراسات الإسلامية والعربية مقارنة بعدد الأقسام الأخرى وذلك لوجود تحديات العولمة والغزو الفكري ، إضافة إلى عدم توفر أعضاء هيئة التدريس المتخصصين في الدراسات الإسلامية واللغة العربية، وإن وجد والتدريس يكون باللغة الإنجليزية.
 توجد مشكلات أخرى تتمثل في الروتين الإداري في بعض الجامعات ، وضعف مستوى بعض أعضاء هيئة التدريس وعدم توفر الحرية الأكاديمية في بعض الجامعات .
 تعاني بعض الجامعات من عدم توفر: وسائل التقنية الحديثة في الاتصال وإنهاء المعاملات الإدارية مثل الحاسوب والبريد الإلكتروني .
 ومما يجدر الإشارة إليه من ضمن مشكلات: عدم التخطيط للتعليم الجامعي على مستوى الإسلامي  إذ أن ووزارة التربية والتعليم لاترى في فتح الجامعات الإسلامية ما يحقق مصالحها-ذلك أن جميع أطراف الدولة لا يوجد بها جامعات إسلامية متخصصة في الدراسات الإسلامية والعربية اللهم إلا ما كان تدعيهبعض الجامعات على أنها إسلامية بما في ذلك من الملاحظات، ممالا يمكن نفيه.
هذه هى أهم المشكلا ت التي يعانى منها التعليم في نيجيريا .
الفصل الثاني: العوامل التي ترجع إليها تلك المشكلات:
 ويمكن القول بأن تلك المشاكل لا ترجع إلى عامل واحد ، وإنما ترجع إلى مجموعة من العوامل ومتداخلة ، والتي يأتي في مقدمتها:
العوامل الجغرافية:
        تتضمن العوامل الجغرافية البيئة الطبيعية بسماتها ومكوناتها التي تؤثر في الانسان وتتأثر به، كما تشمل موقع الدولة ومناخها واثر ذلك على الطبيعة البشرية، بحيث تؤثر هذه العوامل في النظم التعليمية من ثلاث زوايا هي: (المناخ وطبيعة البيئة ومصادر الثروة فيها) (متولي،1983،ص46)
        ولعل ما يمكن ان نتأمل فيه من هذا الجانب هو طبيعة البيئة المختلفة في داخل الدولة ، فنجد فيها التباين فيما بينها ( بيئات صناعية وبيئات زراعية وبيئات ساحلية وبيئات صحراوية وأخرى جبلية) وهذا قد يقف حجر عثرة أمام الطموحات والآمال مع قلة الإمكانيات، بحيث تفرض مثل هذه البيئات ألوانا من النشاط التجاري مثل (لاجوس) نموذج (والملاحظ انه لا يوجد نشاط تجاري بارز في اغلب الولايات، مثل ،ولايتي :(يوبي-وجغاوا )فجميع الأنشطة تقوم على أسس تقليدية لا ترتقي لمستوى التصدير) وبالتالي ارتباط مناهج التعليم بأوجه النشاط السائد، وما يصاحبها من تنويع التعليم ليحقق متطلبات هذا النشاط، وهذا قد ذكرته أثناء حديثي عن المدارس الإسلامية،كما أن طبيعة البيئة أحيانا تحرم من هم في سن التعليم من الالتحاق فيه نتيجة عجز المنطقة وضعف إمكانياتها.
ولهذا العامل ارتباط بما سيأتي الحديث عنه عند تناول العوامل الاقتصادية حول مصادر الثروة ومدى تأثيرها البالغ على النظم التعليمية، لأن تمويل التعليم يختلف باختلاف هذه الموارد.
العوامل السياسية:
ويتضح أثر هذه القوى والعوامل مجتمعة في توجيه النظم التعليمية في كثير من الدول الإفريقيا (لاسيما أن نيجيريا من الدول التي تحررت بناء على قوميات معينة) بما يحقق مصالح معينة، وإن تظاهرت باهتمامها بقضايا المجتمع الفكرية والدينية. وما حركات التحرير والاستقلال المخطط لها من قبل المستعمر الا مثالاً حياً لما ذكرناه، ليضمن بذلك تبعية الأنظمة الحاكمة وبالتالي تبعية كافة أنظمة الدولة لتصبح نظمها وبالذات نظامها التعليمي امتداداً لنظم المستعمر البريطاني.
العوامل الاقتصادية:
تؤثر النواحي الاقتصادية على مسار التعليم، وتوجه نظمه في نيجيريا وغيرها، وذلك لأن العلاقة بين التعليم والاقتصاد متبادلة، وقد تكون مضطردة على حسب ظروف كل دولة ومصادر الاقتصاد فيها. ودولتنا اليوم في أغلب أطرافها تعاني من المشاكل الاقتصادية، المتمثلة في ضعف مواردها الاقتصادية،إذ تعتمد ثروة واحدة من بين عشرات الثروات الموجودة في نيجيريا، وقلة إمكانياتها المادية، ويزيد من شدة المعاناة فيها ظاهرة الفقر وارتفاع نسب الأمية، والبطالة، وفساد الإداري، إذ لم تعد قضية الاقتصاد محل جدل في نيجيريا.
العوامل الاجتماعية:
من أهم العوامل التي يجب دراستها في التعليم النيجيري هو الدين ، فنيجيريا هي دولة إسلامية كانت مهد الخلافة العثمانية  (ابن فودي )ومقرها على مدى عدة قرون وكان الدين هو العامل المؤثر والأوحد في الحياة المجتمع النيجيري سواء على مستوى القوى الاجتماعية كالقيم أو العادات أو التعليم أو النظام السياسي للدولة ، وظل ذلك سائد حتى قيام الجمهورية النيجيري عام1960م ، والإسلام هو دين الغالبية العظمى من السكان فحوالي (88.8%) من مجموع السكان يدين بالإسلام ، وغالبيتهم على المذهب السني ، وهناك نسبة قليلة من المسيحيين في جنوب نيجيريا ( يوروبا وايبو ) إلى جانب أقليات من الزنادقة، زادة حدة ظهورهم بعد إعلان الدولة النيجيري الحديثة ، والتي أعلنت أن الدولة لا دين لها وإنها دولة علمانية . 
      ويلاحظ أثر هذه العوامل في النظام التعليمي،  حيث تزايد فيها نسب التباين بين فئات المجتمع، وكيف كان لهذا التباين (من الأعراق وبعضها أقليات) أثر على النظام التعليمي من خلال فرض ثقافتها ومعتقدها على النظام التعليمي كما هو الحال الواقع. وقد يقول القائل ان تزايد السكان من العوامل التي تعيق نجاح العملية التعليمية في نيجيريا،وهذه وجهة نظر،وإن كنت لاأرى في ذلك تعارض بين الرأيين أو العاملين

العوامل الثقافية :                           
من العوامل المؤثرة في التعليم النيجيري الثقافة .
لقد أصبحت الثقافة النيجيريا المعاصرة صورة للثقافة الأوربية ، فقد أصرت حكومة لوغارد (ممثل بريطانية) ، واتباعه بالقضاء على كل ثقافة إسلامية وتبنى الحضارة الغربية ، وتطبيق أنماط الثقافة الأوربية في المجتمع النيجيري
ولقد ظهر واضحاً تأثير الثقافة النيجيرية، بالثقافة الإنجليزية والأمريكية في جميع مؤسسات الدولة والطبقة المتسلطة في المجتمع . 
ومع ذلك كان هناك اتجاه إلى أحياء ثقافتهم القديمة الوثنية .
        لانتجاوز كثيرا مما قيل سابقا حول العوامل الاجتماعية، لأن العوامل الثقافية ماهي إلا امتداد لها، فالأقليات والأعراق المختلفة داخل الأمة تعكس ألوانا من الثقافات المختلفة والمعتقدات المتعددة والتي تمثل تبايناً واضحا يزيد من عبء النظام التعليمي.
        ولكن نجد أن هناك قواسم مشتركة بين دول العالم الإسلامي تبين لنا حجم التأخر الثقافي الذي تعانيه الأمة، انعكس بالتالي على نظمها التعليمية.
الفصل الثالث : مقترح للإصلاح وتطوير التعليم في نيجيريا:
- الاستعانة بأهل الخبرة  لا أهل الثقة في هذا المضمار
-  زيادة ميزانية التعليم و إيداعها في أيد أمينة 
بهذه الميزانية  نجدد الدارس
نرفع اجر المعلم حتى يستغنى عن الدروس الخصوصية التى تقلل من شأنه تجاه الطالب-
نبنى مدارس على أعلى مستوى-
قبول الكليات ليس على أساس المجموع بل على اساس الميول-
-تعليم  و تدريب المدرسين على احدث أسلوب التعليم
                                                                       العناية بالمدارس الإسلامية، وبتطوير مناهجها وتنويعها؛لتخرج ـ أيضاً ـ كوادر إدارية، واقتصادية، وطبيّة، وتربويّة وغيرها، إلى جانب الكوادر الشرعية، أو على الأقلّ تُمهِّد السبيل لبعض خرّيجيها لمواصلة دراساتهم في الكليّات والجامعات الوطنيّة في تخصصات لا غنــى للمســلمين عنها، ولا أعتقد أنّ هذا سيعيق هذه المدارس عن تحقيق الهدف الأساس من تأسيسها، وهو تعليم أبناء المسلمين شؤون دينهم الذي لا يجدونه في المدارس الحكومية، إذا ما تمّ الإعداد الجيّد له؛ ولأنّ أكثر الدارســين في المدارس الحكــومية بهذه المنطقة هـم ـ أيضاً ـ من أبناء المسلمين، ويتوق كثير منهم إلى معرفة أمور دينه، ولهم في بيئاتهم الدراسيّة حركة إسلاميّة دعويّة للالتزام بالإسلام.
-التعاون الجيّد مع الكفاءات العلمية، والإدارية، والسياسية، والاقتصادية، والثقافية، من تجارب الآخرين.
وهناك أكثر من تجربة إستراتيجية التي يمكن تطبيقها في إصلاح النظم التعليم في نيجيريا، مثل: تجربة فيلندا، وتجربة الهند، والبرازيل ، وجنوب إفريقيا، باعتبار أن كل من تلك الدول كانت مناطق زراعية، كما هو الحال في نيجيريا، إلا أنني أفضل تجربة مصرية، وذلك لوجود قسم مشترك بين دولتين:(نيجيريا-مصر). في النظم التعليم. والذي يصلح تطبيقها في نيجيريا.
وفي الختام أحمد الله عز وجل على نعمه المتوالية العظيمة وآلائه المتتابعةالجسيمة، وأشكره سبحانه على تيسيره وتوفيقه، فله الحمد في الآخرة والأولى.
اللهم لا أحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك.
ثم أقدم شكري وتقديري إلى فضيلة الأستاذ الدكتور /عيد بن حجيج  الجهني  -وفقه الله لما يحب ويرضى - الذي أكرمني بإشرافه وتوجيهه لهذا البحث.اللهمبارك له في عمره وماله وولده، وعلمه وعمله، واكتب له التوفيق والسداد فيالدنيا والآخرة
ولا يفوتني أن أتوجه بالشكر الجزيل إلى ذلك الصرح العلمي الشامخ (الجامعةالإسلامية)، على جهودها العظيمة في مجال توجيه أبناء المسلمين، وبث العقيدةالصحيحة في نفوسهم، وعلى جهودها في مجال البحث العلمي، ونشر منهج السلفالصالح.
هذا جهد فما كان فيه من حق وصواب فهو من الله وحده، وما كان فيه من خطأوضلالة فمني ومن الشيطان، وأستغفر الله الكريم وأتوب إليه.
اللهم اجعل هذا العمل خالصًا لك وحدك، لا حظ فيه لسواك.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.





قائمة المصادر والمراجع:
شاكر، محمود:  نيجيريا ، الطبعة الثانية ، مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر ، بيروت ، 1971م ص 13.
([1]  الإلوري، آدم عبد الله: الإسلام في نيجيريا، والشيخ عثمان بن فودي، مكتبة النهضة مصر، ط ،3، 1978 م ص:13
([1]) غلادنثي، شيخو أحمد سعيد: حركة اللغة العربية وآدابها في نيجيريا من سنة 1804 – 1966م، دار المعارف، القاهرة، د.ت، ص: 29.
(3) الإلوري، آدم عبد الله، نسيم الصّبا في أخبار الإسلام وعلماء بلاد يوربا، مطبع الثقافة الإسلامية، ط/3، القاهرة 1986م،  ص:207.، ص: 197.
([1]) الزوكة، محمد خميس: جغرافية العالم الإسلامي، دار المعرفة الجديدة ، الإسكندرية ، 1995م ، ص482.
([1]) عمر آدم محمد، إعداد المعلمين في المرحلة الابتدائية بولاية زمفرا-نيجيريا، بحث تكميلي، لنيل درجة الماجستير بمعهد الخرطوم الدولي عام2001م ص9 (غير منشور)
(1)    غلادنثي، أحمد سعيد، حركة اللغة العربية وآدابها في نيجيريا مرجعسابق، ص: 29.
(2)    ([1]) الجوهري، يسرى عبد الرزاق، وفليجة أحمد نجم الدين :أفريقيا ، مؤسسة رمل ، الإسكندرية ، 1967م ، ص161.
(3)    ([1]) محمد بللو، إنفاق الميسور في تاريخ بلاد تكرور: تحقيق وتنغ whettingلندن 1951م، ص 2
(4)    (4) زين الدين المقصود وتاج السر موسى صالح، جغرافية إفريقيا، الخندق للطباعة والنشر، الخرطوم، ط 11، 1994م،ص 101
(5)    ([1]) الإلوري، آدم عبد الله: الإسلام في نيجيريا: مكتبة النهضة، مصر، الطبعة الثالثة، سنة 1993م ص26.
(6)    ([1]) التاريخ الكبير نقلاً عن كتاب "تطبيق نصوص الفكر السياسي الإسلامي فى دولة صكتو الإسلامية، أبو الحسين على السمانى ص (1 - 21).
(7)    (3) محمد بللو، إنفاق الميسور فى تاريخ بلاد التكرور، طبع بالقاهرة 1962م ، ص (3).
(8)    ) 4) حسن مكي، منطقة غرب أفريقيا طبيعتها وخصائصها الحضارية والسياسية والجغرافية، ص 37.
 (11)                      ([1]) الموسوعة العربية العالمية، حرف (ن) مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، الرياض، ط2، 1419ه-ج25/613
(12)                      ([1])فليجة ، أحمد نجم الدين ، أفريقيا دراسة عامة وإقليمية ، مركز الإسكندرية للكتاب ، الإسكندرية ، 1996م ص 328.
(13)                      (1) الطبري، محمد بن جرير: تاريخ الأمم والملوك، طبع دار الكتب العلمية ط1 1407ه، ص (2/3288).
(14)                      ([1]) عبد القادر عثمان، الشيخ عبد الله بن فودي وجهوده في خدمة القرآن الكريم وعلومه، مقالة-جامعة ملايا- ماليزيا ص2 غير منشورة.
(15)                      ([1]) إنفاق الميسور في تاريخ بلاد تكرور، طبع بالقاهرة، سنة 1962م،  ص-8
(16)                      ([1]) ابو منغا، الأمين: كتاب تعريفي عن تاريخ لغة الهوسا، دار جامعة إفريقيا للطباعة والنشر، الخرطوم، ط1، 1998م، ص6-7
(17)                      [1] المرجع السابق ص-8.
(18)                      ([1]) غلادنثي، شيخو أحمد سعيد: مرجع سابق: ص 29-30.
(19)                      ([1]) كعت، القاضي محمود كعت: تاريخ الفتاش في أخبار البلدان والجيوش وأكابر الناس، باريس 1964م، ص 18.
(20)                      ([1])طرحان، إبراهيم: الإسلام واللغة العربية في السودان الغربي والأوسط، مجلة أمدرمان، العدد الثاني عام 1978م ص1
(21)                      ([1]) العمري : مسالك الأبصار في ممالك الأ مصار مخطوط ج2 ورقة 23 صص493
(22)                      ([1]) عبد القادر بن محمد البخاري،: تبشير الإخوان بأخبار الخلفاء في السودان (المخطوط) مجلد رقم(14) مظروف رقم(7)، مشروع تاريخ شمال نيجيريا جامعة أحمد بللو، زاريا، جمهورية نيجيريا الفيدرالية،  ص3.2



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

.

.