اسأل سؤال وعلينا الجواب

بحث هذه المدونة الإلكترونية

بحث هذه المدونة الإلكترونية

قهوة

السبت، 6 يوليو 2019

الهستيريـــــــــا



الهستيريا (بالإنجليزيةHysteria)  هي مرض نفسي عصابي تظهر فيه اضطرابات انفعالية مع خلل في أعصاب الحس والحركة وهي عصاب تحوي فيه الانفعالات المزمنة إلى أعراض جسمية ليس لها أساس عضوي لغرض فيه مميزة للفرد أو هروبا من الصراع النفسي أو من القلق إن من موقف مؤلم بدون أن يدرك الدافع لذلك، وعدم أدراك الدافع يميز مريض الهستيريا عن المتمارض الذي يظهر المرض لغرض محدد مفيد. ـ وفي الهستيريا تصاب مناطق الجسم التي يتحكم فيها الجهـاز العصبي المركــزي (ألأردي) مثل الحواس وجهاز الحركة، وهذا غير المرض النفسي الجسمي حيث تصاب الأعضاء التي تحكم فيها الجهاز العصبي الذاتي (اللاإرادي). ويطلق البعض على الهستيريا اسم " الهستيريا التحويلية " أو "رد فعل التحويل " أي التي تعني تحويلا جسميا لأمور نفسية نظرا لأنها تعتمد على حيلة دفاعية نفسية أساسية هي التحويل حيث تحول الانفعـالات والصراعـات إلي أعراض جسمية كحل رمزي للصراع.
الهستيريا:
الهستيريا مرض شائع وقديم، كان يعتقد أنه يصيب النساء فقط إلى أن جاء (فرويد) فصحح هذا الاعتقاد الخاطئ عندما وجد المرض في أحد حالاته من الرجال.
فسر (فرويد) الهستيريا على انها نتيجة صراع بين الذات العليا وبعض النزعات الجنسية التي لا تقبلها الذات وينتج عن هذا الصراع ما سماه بالكبت. والكبت لا يكون تاماً (كبت جزئي)، فلهذا تحاول تلك النزعات أن تعبر عن نفسها تعبيراً غير مباشر عن طريق تحولها إلى صورة مرض جسمي بمعنى أنها تهرب من اللاشعور في صورة تنكرية (صورة العرض الجسمي)


الشخصية الهستيرية
تسمى شخصية مريض الهستيريا قبل المرض باسم "الشخصية الهستيرية" وهي شخصية الأطفـال.. ولو تأملت سلوك الشخص الهستيري لوجدته سلوك " طفل كبير". ومن سمات الشخصية الهستيرية
العاطفية الزائدة، والقابلية الشديدة للإيحاء، والمسايرة، وحب المجاملة والمواساة والانفعالي، وتقلب المزاج، وعدم النضج، وعدم التحكم في الانفعالات، والسذاجة، وسطحية المشاعر، وعدم النضج النفسـي الجنسـي.
وأيضا التمركز حول الذات، والأنانية، ولفت الأنظار، واستدرار العطف، والاعتزال بالنفس وحب الظهور، والاستعراض، وفي بعض الأحيان الانبساط، والاجتماعية، وحب الاختلاط، وعدم الاستقرار، وأيضا الاعتماد على الآخرين، والتوكل، والانقياد، والشعور بالنقص.
المبالغة والتهويل والاستغراق في الخيال، والسلوك يكون اقرب إلى التمثيل والاستعراض والتكلف والاندفـاع وعدم النضج.
الاعتماد على الكبت كدفاع أساسي، والاستعداد لتكثيف الانفعالات وتحويلها إلى أعراض جسمية.
أسباب الهستيريا
تلعب الوراثة دورا ضئيلاً للغاية، وبينما تلعب البيئة الدور الأكبـر، ويرجـع "بافلـوف" ومحللي التفسيـر الفسيولوجي (الهستيريا) إلى ضعف قشرة المخ بسبب الاستعداد الوراثي، وعادة ما يكون المريض الهستيري ذا تكوين جسمي نحيف واهن.
الأسباب النفسية تنحصر في الصراع بين الغرائز والمعايير الاجتماعية، والصراع الشديد بين ألانا الأعلى بين اللهو (خاصة الدوافع الجنسية) والتوفيق عن طريق العرض الهستيري، والإحباط وخيبة الأمل في تحقيق هدف أو مطلب، والفشل والإخفاق في الحب، والزواج غير المرغوب فيه والزواج الغير سعيد، والغيرة، والحرمان ونقص العطف والانتباه وعدم الأمن، والأنانية والتمركز حول الذات بشكل طفلي.وعدم نضج الشخصية وعدم النضج الاجتماعي، وعدم القدرة على رسم خط الحياة، وأخطاء الرعاية الوالديـه مثل التدليل المفرط والحماية الزائدة
كون أحد الوالدين شخصية هراعية فيأخذ الطفل عنه (اكتسابا) سمات الشخصية الهراعية.
ومن الأسباب المعجلة أو المباشرة فشل في حب أو صدمة عنيفة أو التعرض لحادث أو جرح أو حرق بليغ.. الخ.
أعراض الهستيريا:
إن أعراض مرض الهستيريا متنوعة، ومن أهم هذه الأعراض:
أولاً: أعراض جسمية، وتشمل:
أ) أعراض حركية.
ب) أعراض حسية.
ج) أعراض غذائية .
ثانياً: أعراض عقلية، وتشمل:
(أ) فقدان الذاكرة.
(ب) المشي أثناء النوم.
(ج) التجول اللاشعوري.
فيما يلي شرح لأعراض:
الأعراض الحركية: وتتضمن هذه الأعراض النواحي المرضية التالية وهي:
1-    الشلل الهستيري.
2-    اللزمات العصبية الهستيرية.
3-    التقلصات الهستيرية (اعتقال العضلة)
4-    الارتعاشات الهستيرية.
5-    النوبات التشنجية.
6-    فقدان الكلام.
الأعراض الحسية
العمى الهستيري، الصمم الهستيري، فقدان حاسة الشم، فقدان حاسـة الذوق، فقـدان الحساسية الجدلية في عضو أو في عدة أعضاء.

الأعراض العقلية
اضطراب الوعي، الطفليه الهستيرية (السلوك أو التكلم كالأطفال).
الأعراض العامة
المرض عند بداية المدرسة أو عند الامتحانات، ردود الفعل السلوكية المبالغ فيها للمواقف المختلفة.
تشخيص الهستيريا
يجب التفريق بدقة بين الهستيريا والمرض العضوي، وعلى الأخصائي التأكد من خلو من الأسباب العضوية للأعراض، واستبعاد وجود مرض عضوي، ونحن نعلم أن العرض الهستيري يختلف عن العرض العضوي في انه غير دقيق من الناحية التشريحية، وقد يكون العرض الهستيري مجرد امتداد تاريخي لمرض عضوي سابق، وعلى سبيل المثال يمكن التفريق بين مريض الصرع الهستيري ومريض الصرع العضوي، فنجد انه في حالة الصرع الهستيري يصاب المريض بالنوبة وسط الناس ويقع في مكان أمن بحيث لا يصاب وهو لا يتبول لا إراديا أثناء النوبة ولا يعض لسانه ولا تختفي الانعكاسات لديه، بينما في مريض الصرع العضوي الصرع العضوي نجده يقع في أي مكان ودائما نجد فيه إصابات وكسورا وجروحا وقد يتبول لا إرادي أثناء النوبة وقد يعض لسانه ونجد هناك اضطرابا في موجات المخ الكهربائية يوضحها برسم المخ الكهربائي.
وعلى العموم تمثل المؤشرات الآتية على حالة الهستيريا
حدوث المرض فجأة أو في صورة درامية.
نقص قلق المريض بخصوص مرضه وعدم مبالاته وهدوئه النفسي وهو يتحدث عن أعراض مرضه.
الضغط الانفعالي قبل المرض.
تغير الأعراض بالإيحاء.
اختلاف شدة الإعراض في فترة وجيزة.
عدم النضج الانفعالي في الشخصية قبل المرض.
نقص الارتباط بين الأعراض والناحية التشريحية للأعصاب الحسية والحركية.


فيما يلي شرح لأعراض:
الأعراض الحركية: وتتضمن هذه الأعراض النواحي المرضية التالية وهي:
1-    الشلل الهستيري.
2-    اللزمات العصبية الهستيرية.
3-    التقلصات الهستيرية (اعتقال العضلة)
4-    الارتعاشات الهستيرية.
5-    النوبات التشنجية.
6-    فقدان الكلام.
الشلل الهستيري:
تظهر هذه الأعراض الجسمانية بشكل فجائي لا تسبقه شكوى المريض من أية علة تتصل بعضو الجسم المصاب.
(مثــال)
الجندي الذي يصاب بالشلل في إصابة عندما تصدر له الأوامر بإطلاق النار في ميدان القتال.
فهي وسيلة دفاعية تساعده على التغلب على موقف لا يرغب فيه أو للخلاص من مأزق حرج دفعته الظروف إليه.

اللزمات العصبية الهستيرية
وهي كثيرة ومن بينها: الرشف، تسليك الزور عن طريق النحنحه، بل الشفاه، تقطيب الوجه، رفع العين ... الخ.
وهذه كلها حركات لا إرادية سريعة لا وظيفة لها.
ويجب أن تعتبر هذه اللزمات مسألة نفسية في أساسها، فنبذل لذلك كل جهد من التحقق من أن الفرد لا يعاني إعياء انفعالياً. ذلك لأن الصراع العقلي يلعب دوراً هاماً في حدوث هذا النوع من الحركات العصبية الملازمة.
وتنتشر هذه اللزمات بين الأفراد الذين نعرف من تاريخهم طول إقبالهم على الأعمال العقلية والإسراف فيها.
أو بين الأفراد الذين تستلزم طبيعة عملهم النهوض مبكرين ولا يذهبون إلى فراشهم إلا إذا تأخر الليل.

التقلصات الهستيرية:
ولا نقصد بها التقلصات العادية التي نتعرض لها أحياناً والتي تحدث فجأة وتسبب شيئاً من الألم يسببها البرد الشديد، والحرارة الشديدة، أو الالتهاب الشديد.
هي تحدث نتيجة عوامل نفسية .
(مثـال)
اعتقال عضلة الإصبع عند الكتاب (Cramp) وسببها أن شخصاً ما اتخذ لنفسه الكتابة مهنة ولم تجد كتاباته قبولاً ومن ثم فإنه يتعرض لبعض التقلصات في أصابعه تحول بينه وبين القيام بمهنته، في حين أنه يستطيع استعمال أصابعه في أعمال أخرى دون أن تصاب هذه الأطراف بالتقلصات.

الإرتعاشات الهستيرية:
تصيب هذه الارتعاشات أي جزء من أجزاء الجسم، ونتعرض احياناً لهذه الارتعاشات في حياتنا العادية بعد حادثة معينة أو شجار أو عند سماع أخبار غير سارة أو عندما يعاني الشخص حالة من الإحباط أو الضيق.
أما في حالة الارتعاشات الهستيرية فنجد أنها تحول بين المصاب وبين القيام بأعمال معينة دون أعمال أخرى.
ومن أشهر الارتعاشات الهستيرية ما يتصل بالعمل.
إن أمثال هذه الارتعاشات تؤثر على كسب المصاب لعيشه نجدها تحدث للكتبه ولربات البيوت والعمال والميكانيكيين والغريب أن هذه الارتعاشات لا تحدث لهم إلا أثناء قيامهم بالمهنة التي يمارسونها.


النوبات الهستيرية:
هي نوع من النوبات التشنجية تستمر من بضع دقائق إلى بضعة أيام.
وتكون هذه النوبات أحياناً شديدة تشمل تحرك الجسم كله، كما تكون مصحوبة بصيحات وتنهدات (دون أي دموع)، وتكون نظرات الشخص الذي يتعرض لهذه الحالة فيها حيرة.
والذي يحدث بعد النوبة أن يكون المصاب في حالة ذهول، كما يعزف عن الكلام أو الإجابة عن الأسئلة التي توجه إليه، كما يكون سهل الانقياد. وكل ما يفعله أنه يجلس ويحملق فيمن حوله.
والمهم أثناء النوبة التشنجية أن يترك المصاب لشأنه في حجرة إما على الأرض أو على مرتبه.
إن هذه النوبات تحدث عادة أثناء وجود الآخرين وفي اثناء النهار، ولا تصيب المريض إلا بضرر خفيف وغالباً ما تأتي أثر إنفعال.

الفرق بين النوبات الهستيرية ونوبات الصرع.
الهستيريا
الصـرع
- يكون واعياً لما يدور حوله
- ليست فجائية.
- تأتي بعد إنفعال رغبة من الفرد التماس المشاركة الوجدانية.
- تتميز بان المصاب يقوم بمحاولة قبض ودفع وجذب الاجسام المختلفة التي تكون في متناول يده.
- تمتاز بالصراع العقلي أو الانفعالي أي تلف في المخ.
- تعتبر وسيلة هروبية من موقف بسبب بعض المتاعب للمصاب.
- لا يكون واعياً لما يدور حوله المصاب
- نوبات فجائية لا إرادية
- لا تتعلق بموقف بالذات ولا تحدث استجابة لمثيرات خارجية.
- لا يقوم فيها المصاب بأية محاولات للدفع أو القبض.

- انعدام التوافق في المراكز المخية


علاج الهستيريا
في بعض الحالات قدتكون الهستيريا وقتيا ويشفى تلقائيا وخاصة إذا لم يحقق هدفه، ويستحسن علاج مرض الهستيريا بالعيادة الخارجية ويحسن إبقاء المريض في مكان عمله.
العلاج النفسي
ويتناول تركيب الشخصية بهدف تطويرها ونموها، وقد يستخدم الأخصائي التنويم الإيحائي لإزالة الأعراض، ويلعب الإيحاء والإقناع دورا هاما هنا، ويستخدم التحليل النفسي للكشف عن العوامل التي سببت ظهور الأعراض، والدوافع اللاشعورية وراءها ومعرفة هدف المرض، ويقوم المعالج بالشرح الوافي والتفسير الكافي للأسباب ومعنى الأعراض كذلك يفيد العلاج النفسي التدعيمي ومساعدة المريض على استعادة الثقة في نفسه وتعليمه طرق التوفيق النفسي السوي والعيش في واقع الحياة. و يستخدم العلاج الجماعي خاصة مع الحالات المتشابهة ويجب أن يعمل المعالج باستمرار على إثارة تعاون المريض وتنمية بصيرته ومساعدته في أن يفهم نفسه ويحل مشكلاته ويحاربها بدلا من أن يهرب منها.
الإرشاد النفسي للوالدين والمرافقين كالزوج أو الزوجة
وينصح بعدم تركيز العناية والاهتمام بالمريض أثناء النوبات الهستيرية فقط لأن ذلك يثبت النوبات لدى المريض لاعتقاده أنها هي التي تجذب الانتباه إليه.
العلاج الاجتماعي البيئي
وتعديل الظروف البيئية المضطربة التي يعيش فيها المريض بما فيها من أخطاء وضغوط أو عقبات حتى تتحسن حالته.
العلاج الطبي للأعراض
و يستخدم علاج التنبيه الكهربائي أو علاج الرجفة الكهربائية، وفي بعض الأحيان يلجأ المعالج إلى استخدام الدواء النفسي الوهمي ويفيد فائدة كبيرة.
نهاية الهستيريا
يلاحظ أن حوالي 50% من مرضى الهستيريا يتم شفاؤهم تماماً مع العلاج المناسب، وان حوالي 30% يتحسنون تحسنا ملحوظا، وان حوالي 20% يتحسنون تحسناً بسيطا أو تستمر معهم الأعراض. وعلى العموم يكون مآل الهستيريا أفضل كلما كان بدء المرض فجائياً وحادا واستمر لمدة قصيرة قبل بدء العلاج، وكلما كان المكسب من وراء المرض ليس كبيرا، وكلما كانت العلاقات الشخصية والأسرية سليمة نسبيــا، وكلما كان المريض متوافقا مهنيا
(مثـال)
حالة الفتاة (دورا) كانت تحب طالباً يدرس الطب في فينيا، وعدها بالزواج عندما يتخرج من كلية الطب، إلا أنه بعد أن تخرج لم يف بوعده على الرغم من معرفة الناس بالعلاقة التي بين الفتاة وبينه. وكثيراً ما كان ينتحل المعاذير لعدم إتمام الزواج، ومن هذه المعاذير أنه قد عين في قرية بعيدة. وعلى الرغم من أن كلام الناس قد كثر حول هذه العلاقة إلا أن سلوكها كان موضع نقد، وفجأة أصيبت الفتاة بالشلل في ذراعها أي إصابة عضوية في الذراع، وتفسير الإصابة على حسب نظرية (فرويد) أن الشلل الذي حدث للفتاة هو النوع الهستيري بسبب الصراع الشديد بين الذات العليا التي كانت توحي للفتاة بإطاعة أهلها والخضوع لرأيهم في عدم الكتابة لذلك الطبيب. فالإصابة بالشلل هنا وسيلة دفاعية أزاحت الفتاة من الصراعات المختلفة التي كانت تعانيها.
هذا هو تفسير "فرويد" لمرض الهستيريا، إلا اننا نرى أنه تفسير محدد لأنه يقصد تفسير هذا المرض على ناحية معينة وهي الناحية الجنسية.
والرأي السائد الآن يعتبر أن الهستيريا إنما تحدث نتيجة عديد من الأسباب أهمها:
1-    التكيف الناقص في مواجهة الحياة الواقعية.
2-  التعبير عن الحيرة والارتباك إزاء المواقف التي لا يحتمل الشخص مواجهتها بسبب الصراعات النفسية في حياتهم الماضية. فبدل أن يحاول الشخص التغلب على صعوبات الحياة، فإنه يلجأ إلى السلوك الهستيري كحيلة لا شعورية تجعله ينسحب ويتراجع ويحجم عن تحمل المسئولية، فيفقد القدرة على توجيه سلوكه ويضع نفسه في موقف يتطلب استدرار العطف عليه ويدعو الغير لمعاونته على حل المشكلة التي تعترضه، أو العمل على حمايتها ورعايتها.
3-  العامل الاستعدادي: فالمريض بالهستيريا غالباً ما يكون سريع الانفعال، خجولاً، متحفظاً، قابلاً للاستهواء بسهولة، عاطفياً.  ومن العوامل الأخرى المرتبطة بالاستعداد العام واعتبرت مورثة للهستيريا (السل والادمان على الخمر) وهي أمور تؤدي إلى ضعف التركيب الذي يساعد على عدم تألف الشخصية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

.

.