المقدمـــــــــــــــــــــــــــة
الإنسان
لا يعيش بمعزل عن الآخرين بل يعيش في محيط يتكون من عدد من العناصر المادية وغير
المادية يعرف بالبيئة . ويتفاعل الإنسان مع هذا المحيط بصورة مستمرة بحيث يؤثر فيه
ويتأثر به . ولذلك فان الإنسان نتيجة لهذا التفاعل تتكون لديه محصله تتألف في
مجملها من مجموعة من الأفكار والمشاعر والسلوكيات .
والمدرسة مجتمع ينتقل إليه الطالب وهو عبارة عن نسيج معقد من العلاقات المتشابكة تزداد فيها صلات الطالب ويتمثل فيها لعدد من المعايير ويلعب أدواراً متعددة يؤدي فيها واجبات ويحصل على حقوق ويتعلم الانضباط السلوكي من جميع عناصر هذه البيئة
والمدرسة مجتمع ينتقل إليه الطالب وهو عبارة عن نسيج معقد من العلاقات المتشابكة تزداد فيها صلات الطالب ويتمثل فيها لعدد من المعايير ويلعب أدواراً متعددة يؤدي فيها واجبات ويحصل على حقوق ويتعلم الانضباط السلوكي من جميع عناصر هذه البيئة
وتعرف
البيئة المدرسية بأنها ( كل ما يحيط بالطالب داخل المدرسة من مكونات مادية أو غير
مادية توثر فيه سلباً أو إيجاباً وتشمل المبنى المدرسي بجميع مكوناته والأفراد بمختلف تخصصاتهم
ووظائفهم وأدوارهم والعلاقات التي تربطهم ببعضهم البعض والأنظمة الرسمية والغير
الرسمية المكتوبة وغير المكتوبة والمنهج المدرسي الظاهر والخفي ) . وتترابط مكونات هذه البيئة
بعلاقات تبادلية ويؤثر كلاً منها بالآخر ويتأثر به ولا يكون الفصل بينها إلا من
أجل دراستها فقط
والضبط
الاجتماعي هو سيطرة اجتماعية مقصودة تؤدي إلى تماسك المجتمع ، وتقوم التربية كنظام
اجتماعي ضابط بعملها من خلال عدد من المؤسسات التي من أهمها المدرسة . والمدرسة في
وصفها كنظام ضابط فإنها تتكون من عناصر تربطهم علاقات تفاعلية ويعمل كل فرد كنظام
فرعي ضابط لإشباع حاجاته الخاصة والتي من خلالها يحافظ على دوره في ضبط النظام المدرسي الكلي
ليشبع حاجاته العامة ويحقق أهدافه الخاصة . وهي تقوم بعملها وفق آليتين هما الضبط
الذاتي الايجابي الذي يتم من خلال عمليات التشجيع والتحفيز والثواب بدل العقاب
وتواجد القدوة في المدرسة مع استخدام الحوار الهادف لحل المشكلات لخلق مواطن منضبط
من جميع النواحي عارف بحقوقه وواجباته ، والآلية الثانية هي الضبط الخارجي السلبي
من خلال الأنظمة واللوائح السلوكية والعقاب والتهديد والتجاهل والتهكم مما قد ينتج
عنه شخص يمارس انحرافات اجتماعية كالهروب من المدرسة والغياب المتكرر والغش والعنف
والسرقة وغير ذلك
وفي محاولة لإلقاء الضوء على عناصر البيئة المدرسية لمعرفة دور كلا منها في
عملية الانضباط نجد ما يلي :
1-
إدارة المدرسة :
ولها
دور فعّال في المدرسة ولها وظائف تنفيذية كبيرة تسهم في تحقيق الانضباط ، فتواجد
المدير و رؤية الطلاب له في أماكن مختلفة من المدرسة ، و إشراكه للمعلمين في وضع و
تطبيق سياسات التأديب في المدرسة ومساعدته للمعلمين على تحسين إدارتهم للصف و
السماح لهم بحضور البرامج التدريبية ذات العلاقة ، كلّ ذلك يساهم في فعالية المدير
و الإدارة في مسألة الانضباط .ولابد أن تتحلى الإدارة المدرسية بدرجة ملائمة من
المرونة في تعاملها مع الطلاب, وعلى مدير المدرسة إيجاد التوازن بين الحرية
المعطاة في ضوء المعقول وبين النظام الذي من شأنه أن يمنع العنف والجريمة
والانحراف. وبوجه عام فإن على مدير المدرسة أن يجعل النظام المدرسي والبيئة المدرسية وسياسة المدرسة لا
ترتكز على أسس ضاغطة وطاردة للطلاب وإنما تبنى على التوجيه والإرشاد المبني على
العطف ومراعاة مصالح الطلاب وفهم نزعاتهم ودوافعهم الداخلية. وتحقق الإدارة
المدرسية الضبط المدرسي من خلال عدة أنواع من الضبط فتستخدم أحيانا الضبط
الغير مباشر وأحيان الضبط المباشر وفي أحيان أخرى تضطر إلى استخدام التعديل وهو
استخدام اللوائح والقوانين لضبط مخالفات الطلاب والتي تشمل بعض الأساليب العلاجية
. وتعد الجهود الموجهة التي تبذلها الإدارة المدرسية لوقاية الطلاب من الوقوع في
السلوكيات الخاطئة أهم بكثير من الجهود التي تبذل لعلاج تلك السلوكيات ومن أسس
الوقاية معرفة جميع الأطراف لمسؤولياتهم والالتزام بها. إلاّ أنّ هناك عدد من
العقبات التي تحدّ من قيام الإدارة بدورها في هذا المجال ،مثل قلة الإداريين
المساعدين للمدير ليركّز على الشؤون الفنية كتحقيق النظام المدرسي ،
عدم منح المدير صلاحيات كافية ، كثرة أعداد الطلاب ، عيوب المبنى المدرسي ،
كثرة القنوات التي تمرّ بها المعاملات المكتبية
2-
المعلمون :
للمعلمين
مكانة رئيسة في تحقيق الانضباط ، و بدون إسهامهم لا يمكن تحقيق الانضباط ؛ فلهم
مشاركتهم المهمة في تشكيل ثقافة المدرسة و إيجاد البيئة و المناخ المدرسي المشجّع على الانضباط ، و يتمّ ذلك من خلال
انضباط المعلم في سلوكه كقدوة والرفع من مستوى أدائهم العلمي و التربوي والرفع من
مستوى تعاملهم وعلاقاتهم مع الطلاب ؛ فنجاح المعلم في كسب ثقة الطلاب و محبتهم و
احترامهم سيؤدي بالتأكيد إلى انضباط الطلاب في حصص هذا المعلم ، كما سيؤدي
لتفاعلهم معه بشكل إيجابي ، و بالتالي سينعكس هذا على نتائجهم في مادة ذلك المعلم
. كما تتأثر قدرة المعلم على القيام بدوره بسماته الشخصية والكاريزما التي يحملها.
إن اهتمام المعلمين بغرس السلوك الانضباطي لدى الطلاب يتم من خلال قدرتهم على
التعامل الصحيح والصادق مع الطلاب والذي يكسبهم حبهم وثقتهم وتجنب إهمال علاج
السلوك الخاطئ مع استخدام الحكمة في علاجه و العمل على تحقيق العدل بين الطلاب في
أسلوب التعامل مع المخالفات السلوكية.
3-
دور المرشد الطلابي في
الضبط الاجتماعي:-
لا
يقل دور المرشد الطلابي أهمية في تحقيق الضبط الاجتماعي من مدير المدرسة، فموقعه
التربوي الهام يؤهله للعب دور كبير في تحقيق الضبط المدرسي ثم الضبط الاجتماعي ، وذلك من خلال علاقاته
المتميزة مع جميع أطراف العملية التربوية من إداريين أو معلمين أو طلاب. ونظرا لأن
المرشد الطلابي لطبيعة عمله يكون ملما بالكثير من المخالفات السلوكية والانحرافات
الأخلاقية للطلاب داخل المدرسة وخارجها، فإنه يمكنه القيام بعمليات وقائية وعلاجية
لتحقيق الضبط من خلال تواصله مع أولياء أمور الطلاب واطلاعهم على سلوكيات أبنائهم
أو حتى قيامه بدور المعالج النفسي والاجتماعي داخل المدرسة.كما يظهر دوره من خلال
عمليات التوعية والتوجيه والإرشاد التي يقوم بها لتوعية الطلاب بخطورة بعض
المخالفات أو توجيههم إلى السلوكيات الحسنة وإرشادهم إلى طرق المذاكرة الجيدة وطرق
اختيار الأصدقاء وحتى فيما يتعلق باختياراتهم لإكمال دراستهم الجامعية أو التوجه
إلى سوق العمل.
4- جماعة الأقران:
تشكل
جماعة الأقران في البيئة المدرسية ضابطاً موجهاً لسلوك الطالب في كثير من الأحيان
ولهذا فانه من الواجب اتخاذ جميع الأساليب الوقائية للحيلولة دون وجود الانحرافات
السلوكية بين الطلبة والمبادرة إلى علاجها حالما تظهر لان الطالب قوي التأثر
بأقرانه وتقليد سلوكياتهم بل قد يصل الأمر إلى أن يفوق تأثير الأقران أفراد الأسرة
ومعلمي المدرسة.
5- حارس المدرسة
والمستخدمين:
يلعب
حارس المدرسة دوراً أساسياً في الضبط المدرسي من خلال ملاحظته لكل من يدخل المدرسة أو
يغادرها ومن يحضر الطالب إلى المدرسة ويصطحبه عند الخروج وعدم بقاء الطالبة خارج
المدرسة قبل حضور ولى أمرها ومراقبة باب المدرسة خلال اليوم الدراسي وتبليغ المدير
بأي مخالفه من منسوبي المدرسة .
كما يقوم المستخدمون بتبليغ الإدارة بالمخالفات السلوكية وتبصير الطلاب بنتائج سلوكياتهم والمساهمة في ضبط البيئة المدرسية
كما يقوم المستخدمون بتبليغ الإدارة بالمخالفات السلوكية وتبصير الطلاب بنتائج سلوكياتهم والمساهمة في ضبط البيئة المدرسية
6- ثقافة المدرسة
:
و
هي منظومة القيم و المعايير و المعتقدات و التقاليد و الممارسات التي تكوّنت في
المدرسة مع الوقت نتيجة للتفاعل بين أفراد مجتمع المدرسة (إدارة ، معلمين ، طلاب)
مع بعضهم ، و حلّهم للمشكلات و التحديات التي تواجههم ، و الثقافة المدرسية هي
منظومة غير رسميّة و غير مدوّنة و إنما يتعارف عليها و يدركها الأفراد داخل تلك
البيئة.
إنّ الثقافة المدرسية المعززة للانضباط لا يمكن أن تتحقق على الورق و لا عن طريق البرامج التوعوية وحدها . بل لا بدّ من وجود نماذج أو قدوات يقتدي بها الطالب و يتأثر بسلوكها و قيمها و اتجاهاتها.
إنّ الثقافة المدرسية المعززة للانضباط لا يمكن أن تتحقق على الورق و لا عن طريق البرامج التوعوية وحدها . بل لا بدّ من وجود نماذج أو قدوات يقتدي بها الطالب و يتأثر بسلوكها و قيمها و اتجاهاتها.
7- المناهج
المدرسية :
و
يغطي المنهج كلّ ما تقدمه المدرسة من خبرات و تشرف عليها بهدف تحقيق النمو الشامل
لشخصية المتعلم سواء كان ظاهرا أو خفيا ، و بهذا المفهوم الواسع للمنهج فإنه
يُعتبر من أهم العناصر في تحقيق الانضباط الطلابي ، و يجب أن يكون مرتبطاً ببيئة
الطالب و حياته و اهتماماته ، كما يجب مراعاة المرونة فيه ، و العمل على إكساب
الطلاب من خلاله مهارات الانضباط و التعامل الإيجابي مع الآخرين ، و تطبيق أساليب
التعليم التعاوني . و يجب أن تتسم الأنشطة فيه بالجاذبية و التنوّع ، و التركيز
على السلوك الإيجابي المنضبط و اكتساب مهارات الحياة التي يحتاجها الطالب للتعامل
مع بيئته
8- طرائق التعليم
:
تعد طرائق التعليم التقليدية كالإلقاء والتلقين
والترديد منفرة للطالب من عملية التعلم مما قد ينتج عنه انحرافات يمارسها داخل
المدرسة كالعنف بعكس الطرائق الحديثة التي تجذب الطالب للتعلم كالتعلم الذاتي
والتعلم التعاوني واستخدام مصادر التعلم التي تجذب الطالب وتزيد من فاعليته
وايجابيته وبالتالي تقلل من حالات التمرد على النظام والعنف المدرسي . إن استخدام أساليب تدريسية معينة أو الاكتفاء بمعلومات
جامدة يتم طرحها من قبل المعلم بصورة لفظية، يمكن أن يؤدي بالطلاب إلى العزوف عن
الدراسة بل والتسرب من المدرسة ومن ثم الانحراف.
و البيئة المدرسية في جوانبها الماديّة لها أهمية
بالغة أيضاً ، فسوء مستوى المبنى المدرسي ،
و عدم وجود أماكن مناسبة لممارسة الطلاب للأنشطة المختلفة ، و سوء التجهيزات
التعليمية ، وكثافة الطلاب في الفصول ، وسوء المرافق التي يستفيد منها الطلاب
كدورات المياه ، و عدم توفّر أجهزة تبريد ماء الشرب ، ورداءة مياه الشرب ، و زيادة
مستوى الضوضاء ...إلخ ، كلّ ذلك يجعل الطالب يشعر بأنّ البيئة المدرسية التي يعيش
بها بيئة غير صديقة ، و لا تشبع حاجاته ، بل قد يشعر بأنها بيئة معادية ، ممّا قد
يدفع الطالب لسلوك عدواني ضد الآخرين, مما يكسر نظام الانضباط المدرسي ،
و هناك عبارة رائعة تؤثر عن "كومز" تقول : " نحن نشكّل أبنيتنا
أولاً ، ثمّ تشكلنا هي بعد ذلك ". وبالمقابل فإن وجود مساحات خضراء كبيرة
وتجهيزات رياضية سوف تهيئ البيئة التربوية المناسبة للطلاب لتفريغ شحناتهم بأعمال
تدعم نموهم الجسمي والعقلي والنفسي.
فطبيعة تعامل الأفراد فيما بينهم داخل البيئة و المجتمع المدرسي لها أثر كبير على الحالة النفسية و المزاجية
لأولئك الأفراد بسبب انعكاس تلك الحالة على سلوك الأفراد وتصرفاتهم سواءً كان
التعامل بين المعلمين والطلاب ، أو الإداريين و المعلمين ، أو الإداريين و الطلاب
، أو بين الطلاب أنفسهم ..إلخ . كما أنّ سيادة المناخ الديمقراطي أو الشوري في
المدرسة الذي يُشعر الطالب بكرامته و حريته و بقيمة مشاركته و أنّ النظام
والانضباط نابع منه و ليس مفروضاً من الخارج ، كلّ ذلك يزيد من فرصة انضباط الطلاب
ذاتياً
تقوم المدرسة على أساس ايجابية الطلاب ومشاركتهم، ولا
يقتصر النشاط على ما يمارسه التلاميذ خارج الصفوف بل تشمل الأنشطة المصاحبة للمنهج
داخل حجرة الصف سواء كانت نشاطات ترويحية أو ثقافية يكتسبون من خلالها المعلومات
والميول والاتجاهات والقيم والمهارات فيستقيم أسلوب تفكيرهم وتنمو شخصياتهم . وقد
أصبحت الأنشطة الطلابية ضرورة اجتماعية في وقتنا الحاضر وأصبح التوسع فيها وتقديم
برامجها طوال العام ضرورة ،إضافة إلى إيجاد مجالات جديدة تُقدم فيها أنشطة طلابية
تستطيع استيعاب أعداد أخرى من الطلاب، مع التأكيد على ضرورة ضبط تعامل الشباب مع
الانترنت بما يعود عليهم بالنفع، ويقلل أخطارها عليهم من خلال ربط التعامل معها
بأندية الحاسب الآلي التي تشرف عليها وزارة التربية.
ولا ننكر تفعيل النقاط السابقة في بعض مدارسنا ولكن غالبية المدارس تشكو من عجز هذه العناصر عن ممارسة دورها الحقيقي في الضبط ويزداد الحال سوءاً في المدارس الخاصة.
ولا ننكر تفعيل النقاط السابقة في بعض مدارسنا ولكن غالبية المدارس تشكو من عجز هذه العناصر عن ممارسة دورها الحقيقي في الضبط ويزداد الحال سوءاً في المدارس الخاصة.
اللوائح والأنظمة كوسائل للضبط في المدرسة:
وأما عن اللوائح وأنظمة كوسائل لتحقيق الضبط الاجتماعي
فهي أساليب خارجية ينصاع لها جميع عناصر البيئة المدرسية بدافع الخوف. فمثلاً
المدير ينضبط أداؤه داخل المدرسة ويتم توجيهه من قبل المشرف الإداري وفق لائحة
تقويم الأداء ، والمعلم يتم ضبط عمله من قبل مشرف المادة من خلال تقييم الأداء
الوظيفي ، والطالب يتم ضبطه عن طريق لائحة تقويم السلوك والمواظبة وهذه جميعاً –
من وجهة نظري – لا تؤثر كثيراً لأنها تضبط من الخارج وليس من الداخل . فلائحة
تقويم المدير لا تتضمن ما يؤدي إلى تحسين أو ضبط أداؤه والمعلم كذلك لا تعني
الدرجة التي تمنح له من قبل المدير أو المشرف أي عامل يؤثر في أدائه ، وحتى لائحة
سلوك الطالب فإنها تحوي الفرص لتحسين درجات السلوك. فقد يقدم الطالب على مخالفة
ويعود لعمل ما يحسن الدرجة فيحق له الاختيار والجمع بين ثلاث فرص فيستعيد الدرجة
التي فقدها وهكذا . وحتى التعامل مع حالات الغياب المتكرر والتي تنتهي بتحويل
الطالب إلى منتسب فإنها تمنح الطالب مزيداً من الفرص للغياب عن المدرسة
.
حلول مقترحة:
حلول مقترحة:
وإذا كان الحال كذلك في مدارسنا فإنه من المناسب هنا
اقتراح بعض الحلول لتفعيل عملية الضبط الاجتماعي في صورتها المدرسية المتمثلة في الضبطالمدرسي وهذه الحلول هي
:
الحرص
على تنمية الضوابط الداخلية لدى الطالب والتي عندما تؤدي دورها فان الضابط الخارجي
يصبح مرحلة ثانية يتم اللجوء إليه عند الحاجة فقط . وهنا يجب توظيف الجانب الديني
للمساعدة في تحسين أساليب التعامل الإيجابي مع الآخرين ، و خاصة داخل المجتمع المدرسي .
ألا يقتصر تقييم أداء المعلم والمدير على درجة تمنح
بحيث لا تؤثر عليه إذا زادت أو نقصت ، وإنما يتم الاستفادة من هذه الدرجة في منح
علاوة أو ترقية أو مكافأة أو في الخصم من راتبه إذا انخفضت مع ضرورة إجراء اختبار
للمعلم والمدير والمرشد الطلابي كل فترة لمعرفة كفاءته وتقييم أدائه ومنحه رخصة
لمزاولة مهنته يتم تجديدها بشكل دوري , والاهتمام بمعايير اختيار وقبول الطالب
المعلم في كليات التربية، والاهتمام باختيار مديري المدارس و وكلائها و بقية
الطاقم الإداري , علماً بأنّ المديرين و الوكلاء يتمّ اختيارهم من المعلمين.
الرفع من مستوى منسوبي المدرسة (معلمين، مديرين ،
إداريين..) بإيجاد برامج تدريب و تأهيل و خاصة فيما يتعلق بمهارات التعامل من
الأفراد "معلمين ، موظفين ، طلاب ." . ولابد من العمل على إكساب
العاملين في المدرسة لأساليب التعامل الإيجابي فيما بينهم، و مع الآخرين و خاصة
الطلاب
إيضاح القواعد المنظمة للسلوك لجميع الطلاب منذ بداية
العام ، و خاصة مع بداية كلّ مرحلة جديدة يلتحق بها الطالب ، و ما يترتب عليها من
جزاءات .
إعادة النظر في المنهج _ بمفهومه الواسع _ ليكون أكثر جذباً و تأثيراً في الطالب و أكثر ارتباطاً ببيئة الطالب و حاجاته ، مع أهمية التركيز على ما يُكسبه للطالب من مهارات و أساليب التعامل مع الآخرين ومع البيئة المدرسية في مجملها, والأخذ بأساليب التدريس و التعليم التي تنظر للطالب بإيجابية و تعمل على إكسابه مهارات التعلّم الذاتي . ولابد أن تتجه طرائق التدريس نحو تعليم الطالب طريقة التفكير بدلاً من التذكر.
إعادة النظر في المنهج _ بمفهومه الواسع _ ليكون أكثر جذباً و تأثيراً في الطالب و أكثر ارتباطاً ببيئة الطالب و حاجاته ، مع أهمية التركيز على ما يُكسبه للطالب من مهارات و أساليب التعامل مع الآخرين ومع البيئة المدرسية في مجملها, والأخذ بأساليب التدريس و التعليم التي تنظر للطالب بإيجابية و تعمل على إكسابه مهارات التعلّم الذاتي . ولابد أن تتجه طرائق التدريس نحو تعليم الطالب طريقة التفكير بدلاً من التذكر.
الاهتمام بالمبنى المدرسي ومدى ملاءمته للعملية التعليمية ولإحتواء
الأنشطة التي تمارس فيه وان لا يكون مصدر نفور للطالب بل جاذباً له للبقاء فيه
.
أن يقوم كل فرد في المدرسة بأداء دوره في عملية الضبط وان يتكامل الجميع في أدوارهم ويتعاونوا وان يتم التعاون مع الآباء ومؤسسات المجتمع مع الحرص على التنسيق بين هذه الجهات لتحقيق الهدف ذاته.
أن يقوم كل فرد في المدرسة بأداء دوره في عملية الضبط وان يتكامل الجميع في أدوارهم ويتعاونوا وان يتم التعاون مع الآباء ومؤسسات المجتمع مع الحرص على التنسيق بين هذه الجهات لتحقيق الهدف ذاته.
أن يؤخذ في الحسبان انه مهما كان واقع الضبط في
مدارسنا متدنياً فذالك لأنه لم توضع المشكلة موضع الدراسة الجادة وانه متى حدث ذلك
فلابد أن يتحسن الوضع وان كان بصورة بطيئة
إذا
كان دور المدرسة في الضبط الاجتماعي قد تعاظم بسبب تراجع دور الأسرة فانه من
الأجدر بنا اتخاذ كافه السبل لإعادة الأسرة لأداء أدوارها سواء بالتوعية إعلامياً
أو في اجتماعات مجالس الآباء أو المساجد وغيرها
يمكن
تحسين انضباط الطلاب و سلوكهم في المدرسة بالعمل على تحسين البيئة المدرسة
بمكوناتها المختلفة ، دون اللجوء لأساليب القمع و الترهيب -الذي تلجأ إليه إدارات
بعض المدارس و بعض المعلمين – لتحقيق ذلك الانضباط .
المراجـــــــــــــــع
الموضوع الأصلى من هنا: منتديات الإرشاد النفسي
لغة الحوار أساس السلام الاجتماعي والسياسي
في كثير من
الأحيان تكتنف لغة الحوار بين أيّ طرفين اجتماعيين أو سياسيين احتدامات واحتكاكات
تعود في غالبها إلى تجسيد تلك اللغة للحالة الانفعالية بما يمثل إسقاط البعد
الذاتي المحدود في التعامل مع الآخر, فضلاَ َ عن سيادة الأجواء المُمهِّدة لما
يسمى حوار الطرشان, حيث لا يسمع كلُّ طرف إلا صوته هو مواصلاَ َ ما يُدعى تجاوزاَ
َ الحوار الذي يفترض وجود طرفين يسمعان بعضهما بعضاَ َ. وممّا يمكن أنْ يلاحظه
المراقب الموضوعي لمثل هكذا (حوار) ابتعاده عن تناول موضوع محدّد واحد وتشتت
مفرداته حيث تجري تداعيات الحديث بحسب ما يعنّ لذاكرة كلّ طرف وما تستدعيه مفردات
الآخر وطبيعة اللحظة الانفعالية من صور ومفردات يرميها بوجه مُحدِّثِهِ .
وفي إطار الأوضاع
العراقية المستجدة فإنَّنا سنكون بمجابهة جدية خطيرة مع مثل هذه الإشكالية, إشكالية الحوار, بخاصة في ظروف ما أصاب قطاعات واسعة من
أبناء شعبنا من تخريب أو إجهاد وما اعترى فئات اجتماعية من أوصاب المرحلة
المأساوية وكَلَل لا يمكن إلا أنْ يترك آثاره السلبية على المزاج العام وعلى
احتدام أو اشتداد العوامل الانفعالية الذاتية. ولعلّنا هنا لا نجد في مثل هكذا
ظاهرة مسألة مخصوصة بنا نحن العراقيين
نتفرّد بها, بالعكس من ذلك فهي ظاهرة إنسانية عادية, ومن ثمَّ يمكن معالجتها
انطلاقا من هذا المنظور..
وفي ظاهرة الحوار
من التعقيد والتشابك الشئ الكثير, بسبب من كونها تتناول تفاعل أطراف وجماعات
متنوعة مختلفة في تصوراتها واعتقاداتها ومكونات مفردات سلوكها الاجتماعي والسياسي,
وعدم وقوفها عند إشكالية فرد بعينه منفصل عن محيطه بل (حتى) الأفراد بخاصة منهم
أولئك الذين تحتدم انفعالاتهم يتبادلون
هنا التأثير سلباَ َ ويضيفون تعقيدات جديدة على الحوار الاجتماعي والسياسي عبر ما
يفرضونه من سماتهم السلبية على تلك الحوارات؛ حيث تتداخل القيم الفردية بالجمعية
بغير وعي وبإرادة تَضْعُف بسبب من هذا الخلط والتداخل بين الفردي والجمعي وبسبب من
فرض الطبيعة المزاجية الانفعالية الذاتية على الحوارات الجارية.
وابتغاء معالجة
هذه الإشكالية ينبغي عدم التوقف عند الدعوة للسلام الاجتماعي وعند عملية إدراجه في
برامج الجماعات والفئات المختلفة وكذلك الأفراد. ولابد لمثل هذا الهدف الحيوي
الكبير من وسائل تحقيقه وخطط تبحث في تأكيده في الحياة العامة بما يفعِّل اللقاء
الأوسع بين مكوّنات المجتمع العراقي سلمياَ َ بغية الارتقاء بوضعنا القائم نحو حلّ
ما يعتريه من عقبات والوصول إلى أهدافنا المنشودة. لأنَّ هذه القضية أو الإشكالية
هي أسّ البداية لأيّ مسيرة بناء. ففي أجواء الاحتراب ومن ثمَّ عدم سماع الآخر لا
مجال لأبسط حالات التنسيق والتعاون بل المجال الوحيد الذي سيقوم حينها هو خلق فرص
مضافة جديدة للروح العدائي ولتعميق تناقضات وهمية بين أطراف تقع مصلحتها في سلة
واحدة.
والسلم الاجتماعي
مفتاح لتوطيد إرادة إيجابية فاعلة في تبادل
رؤى البناء والتطور. ولطالما اصطدمنا بذاك الروح السلبي بين أطراف العمل
الاجتماعي وحتى السياسي الواحد حيث تحتدم بينهم لغة حوار انفعالي عرقل بل أوقف مشاريع
العمل ومزّق مساراتها وجعلها في حالة من التشتت.. ومثالنا القريب هنا في ظروف
المنافي في الجمعيات والمنتديات والمؤسسات والمنظمات العراقية, وفي طبيعة الحوارات
التي تجري على مستوى مؤتمراتها أو على أيّ مستوى آخر. وبالمناسبة فهذه ليست صورة
سوداوية مأساوية بمعنى طغيان وسيادة مثل هذا الروح السلبي, بل لدينا ما هو إيجابي ممّا يمكن
التعويل عليه ليدعم الحلول التي نسجلها هنا للإشكالية. فعند ابتداء حوار ما, ينبغي
على أيّ طرفين أنْ يضعا لأنفسهما المحدّدات والشروط التي توفر فرص نجاح حوارهما
إذا كانا يستهدفان ذلك ولا يضعان في حسابهما أنَّ الفوز لرؤية طرف هو ما يمنحه
الوجاهة والمكانة.. ومن ذلك:
1)
أنْ يركز حوارهما على موضوع واحد ويؤخذ جزئية جزئية ومفردة مفردة, وأنْ
يمتنع الطرفان في حوارهما من تشتيت الموضوعات ويبتعدان عن الخلط والتداخل
الاتلافيين. فالحياة غنية بموضوعاتها وكلّ
موضوع يمكن أنْ يُناقَش بالتركيز عليه وإغناء معالجته من جميع جوانبه من دون عزله
أو فصله عن ارتباطاته لكنَّ ذلك لايعني مطلقا تشتيته وإضاعة التركيز على معالجته
في خضم تداخلات اتلافية.
2)
الامتناع [قدر المستطاع] عن
الانفعال والخضوع لطقوس تبادل التأثير والتأثر السلبيين ممّا ينتمي لأيّ خلل أصاب
العلاقة بين الطرفين أو ما اعتراها من مواقف متشنجة في الماضي القريب أو البعيد.
3)
أنْ يوضع هدف محدّد معيَّن للحوار والمناقشة. وأنْ توضع آلية وضوابط
لإنجاز ذلك الحوار.
4)
أنْ يوضع سقف زمني لكلّ مفردة من مفردات الحوار وأنْ لا يُسمَح بظهور
التداعيات العفوية والاسترسالات والاستطرادات غير المستهدفة.
5)
الامتناع عن ترك الأمور تجري على عواهنها, بخاصة حالات دعهم ينفّسون عن
أنفسهم (في هذا الحوار), لأنَّ فسح المجال لتداعيات التنافر ولاستدعاء سلبيات أو
اختلافات الماضي سيكون مقدمة لوقف الحوار بعد أنْ يصل بشحنائه إلى قمةِ ِ أو وضعِ
ِ لا تحتمله عواطف الطرفين فيتجهان إلى القطيعة بدلا من استكمال حوارهما الإيجابي.
إنَّ التداعيات
الإيجابية ممكنة بمعنى الاسترسال في حديث جانبي بعيداَ َ عن جوهر أو محور
الحديث وسيكون من ملطِّفات الأجواء والدفع
بها إلى الأمام. ولكنَّ ذلك سيكون مصيدة للسماح بأيّة تداعيات أخرى قد تكون منها
السلبية في تأثيرها كما أشرنا قبيل هنيهة. ثم إنَّ التداعيات غير المستهدفة وغير
المقصودة لا يمكن إلا أنْ تكون في جلسات اجتماعية ودية وزيارات صداقة وعلاقات فردية
مخصوصة, وهذه ليست أهل لكي تظهر في الحوارات الاجتماعية الجادة وذات الموضوعات
والمعالجات الجدية المهمة في الحياة العامة.
وينبغي لنا إذنْ
أنْ نحتاط في لقاءاتنا وفي جلساتنا وحوارتنا بالتحديد إلى توفير أجواء التوفيق
والنجاح لتلك الحوارات؛ بالانتباه إلى مستهدفاتنا التي لا يمكن أنْ تخرج عن تطبيع
علاقاتنا الاجتماعية وتعميق روح السلم الاجتماعي بيننا, ومن ثمَّ توطيد وحدة نسيج
المجتمع العراقي الذي كان كذلك إذا ما عدنا إلى استدعاءات ذاكرتنا لأمسنا, فكثيراَ
َ ما نستمع لتنهدات حنين لذاك الماضي الذي كان نسيجه أقرب للتفاعل والتعامل
العائلي وللتآخي والودّ والصداقة منه لغربة اليوم وانشطاراتها التي تبدو في هذا
الموضع أو ذاك [وليس في كلّ المواضع]..
ولعلنا نلاحظ في
أحايين عديدة حصر مرجعية كلّ موضوعات الحياة الإنسانية بمرجعية موضوع واحد أو حدث
واحد, فمناقشة أمر سلوكي أو اتخاذ قرار بمشاركة الطرف الآخر لا يمكن أنْ يجري أو
يحصل إلا انطلاقاَ َ من واقعة حدثت مع هذا الآخر فصارت تلغي كلَّ جديد وأوقفت كلَّ
علاقة بينهما على جزئية أو مفردة سلبية ممّا يحصل عادة في تفاصيل اليوم العادي
للإنسان الفرد. إنَّ عدم إطفاء جذوة الثأر تجاه تصرّف سلبي من الآخر وقع في ماضِ ِ
قريب أو بعيد يصادر المنطق العقلي لأيّة مستجدات تفترضها الحياة من الطرفين. يحصل
هذا عندما يظل يردِّد طرف ما (خطيئة) الآخر عمره كله؛ على الرغم من أنّه ردّ على
ذاك الطرف أضعاف ما حصل منه إلا أنَّ تجذر الروح العدائي للذات وللآخرين تظل
مسيطرة على طبيعة الحوار بين الطرفين طالما ظلّ سائداَ َ ومسيطراَ َ على ذهنية طرف
أو كليهما روح العناد والتشدّد واستدعاء قيم الثأر المتخلفة.
وممّا يقف حائلا
دون تعزيز لغة الحوار ظواهر الاحباط التي صادفت شخصية ما وشعور تلك الشخصية بالغبن
لما تراه من تحقق بعض حاجات أفراد آخرين فترى في النظام الاجتماعي العام ما يضع
الثروات الروحية والمادية في أيدِ ِ لا تستحقها [ حسب رؤية تلك الشخصية] فيما
تُحرَم هي من ذلك, وهذا ممّا يضاعف شحنات العداء والحقد تجاه المحيط ومن هذا
المحيط الأفراد المقربين المحيطين بتلك
الشخصية. إنَّ الاحباط وخيبة الأمل يعمِّقان من التقوقع والانفصال عن المحيط ومن
ثمَّ الابتعاد عن الآخر بما يزيد من الحواجز والمصدّات بين أطراف الحوار. ومن
الطبيعي أنْ تكون مثل هذه السمة المَرَضية موجودة حيثما وُجِد ضَعْف الشخصية
وتخلفها.. وعلينا السعي لتشخيص ما في أنفسنا وكبح جماح ما داخَلَها من سمات غير
سوية في ظروف تعقيدات الحياة واستلابها حقوقنا طوال مرحلة الظلام التي خَلَتْ
وانتهت بغير رجعة.
نحن بصدد مرحلة
جديدة والتمسك بأيام مضت وبما حصل بين الأفراد والجماعات من وقائع سلبية
اُفتُعِلَت في ظروف غير طبيعية, هو أمر غير مسوَّغ وغير موضوعي ولا يسِمُ الشخصية
إلا بالتخلف والسلبية إنْ لمْ نقلْ العدائية. إذن ينتظرنا التخلّص من أمراض
الشخصية السلبية وممّا تفرضه من معطيات في العلاقات الاجتماعية والسياسية. فإذا ما
نظرنا إلى جذور الشخصية العراقية وقوّتها وطبيعة منطقها الحضاري المتفتح المتنوِّر
فإنَّنا سوف نتجه إلى منطق حوار يعزِّزُ متانة وحدة نسيج مجتمعنا ويتجه بنا إلى
آفاق لا تستطيع عوامل التخريب وأمراض التخلف من اختراق شخصيتنا التي نعمِّق فيها
سمات التفاهم والوئام الاجتماعيين بقصد أعمق لغة حوار تؤسس للسلم الاجتماعي
والسياسي في عراقنا الجديد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق