مقدمة
:
الإسلام دين جرى به العمل، وليس طقوسا تختفي
وراء الكنائس والبِيع ، بل انتقل من نصوصه المجردة إلى واقع معاش تلحظه في جسد
الأمة كلها، وقد تلقت الأمة شريعة الله منذ العصر الأول بالقبول والإذعان، وعملت
بها في سائر الأقطار والأزمان ، وأخضعت لها العبادات والمعاملات وسلمت لها تسليما.
وإن من الشعائر العظيمة في الإسلام شعيرة
الصلاة التي جعلها الشرع فارقا بين الإسلام والكفر،فقال عز وجل: ]فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ
فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ[([1])، وقال عز وجل: ]فَإِن
تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فخلوا سبيلهم[([2])،وقال: ] وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا
اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا
الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ [([3]). وقال تعالى: ] إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى
الْـمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا[([4]).
وفي الصحيحين في خبر معاذ t حينما بعثه النبي r إلى اليمن وقال له: "وأعلمهم أن
الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة" ([5])؛وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي r أنه قال: " بُني الإسلام على خمس:
شهادة أن لا إله إلا الله،وأن محمدًا رسول الله،وإقام الصلاة،وإيتاء الزكاة، وصيام
رمضان،وحج البيت"([6]).
وعن عبادة بن الصامت t قال: سمعت رسول الله r يقول: " خمس صلوات كتبهن الله على
العباد، فمن جاء بهن لم يضيِّع منهن شيئًا استخفافًا بحقّهنّ، كان له عند الله
عهدًا أن يدخله الجنة... " الحديث([7]).
ومما
يدل على عظيم منزلتها في الإسلام ما يلي :
1)
أنها الركن الثاني من أركان الإسلام ومبانيه
العظام كما في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما المتقدم.
3) كفر
تاركها مطلقا عند جماهير السلف والخلف لما جاء في حديث جابر t قال: سمعت رسول الله r يقول: " بين الرجل وبين الشرك
والكفر ترك الصلاة"([9]). وعن عبد الله بن بريدة عن أبيه،قال:قال رسول
الله r:" العهد الذي بيننا
وبينهم الصلاة،فمن تركها فقد كفر"([10]).
4) ثناء الله على مقيميها والآمرين بها كما في قوله تعالى: ] وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ
إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيًّا* وَكَانَ يَأْمُرُ
أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا [([11]). وقال عز وجل : ] قَدْ أَفْلَحَ الْـمُؤْمِنُونَ *
الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ [([12]).
تعريف
الصلاة، وفضلها، ووجوب الصلوات الخمس:
1- تعريفها: الصلاة لغة: الدعاء.
وشرعاً: عبادة ذات أقوال وأفعال مخصوصة، مفتتحة بالتكبير، مختتمة بالتسليم.
ويأتي تفصيلها في الأبواب التالية إن شاء الله.
2- فضلها: الصلاة من آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين، بل هي عمود الإسلام، وقد فرضها الله على نبيه محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة المعراج فوق سبع سموات. وذلك دليل على أهميتها في حياة المسلم، وقد كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا حَزَبَه أمرٌ فزع إلى الصلاة. وقد جاء في فضلها والحث عليها أحاديث كثيرة منها:
قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر».
وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من دَرَنه شيء؟» قالوا: لا يبقى من دَرَنه شيء.
قال: «فذلك مَثَلُ الصلوات الخمَسَ، يمحو الله بهن الخطايا». والدَّرَنُ: الوسخ.
3- وجوبها: وفرضيتها معلومة بالكتاب، والسنة، والإجماع المعلوم من الدين بالضرورة، قال تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ}[البقرة: 43] في آيات كثيرة من كتاب الله، وقال تعالى: {قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ} [إبراهيم: 31].
ومن السنة: حديث المعراج وفيه: «هي خمس وهي خمسون». وفي الصحيحين قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمن سأله عن شرائع الإسلام: «خمس صلوات في اليوم والليلة» قال السائل: هل عليَّ غيرهن؟ قال: «لا، إلا أن تَطَّوَّع».
وتجب الصلاة على المسلم البالغ العاقل، فلا تجب على الكافر، ولا الصغير، ولا المجنون، لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن المجنون حتى يفيق، وعن الصغير حتى يبلغ». ولكن يؤمر بها الأولاد لتمام سبع سنين، ويضربون على تركها لعشر. فمن جحدها أو تركها فقد كفر، وارتدَّ عن دين الإسلام لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر».
الأذان، والإقامة:
وشرعاً: عبادة ذات أقوال وأفعال مخصوصة، مفتتحة بالتكبير، مختتمة بالتسليم.
ويأتي تفصيلها في الأبواب التالية إن شاء الله.
2- فضلها: الصلاة من آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين، بل هي عمود الإسلام، وقد فرضها الله على نبيه محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة المعراج فوق سبع سموات. وذلك دليل على أهميتها في حياة المسلم، وقد كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا حَزَبَه أمرٌ فزع إلى الصلاة. وقد جاء في فضلها والحث عليها أحاديث كثيرة منها:
قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر».
وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من دَرَنه شيء؟» قالوا: لا يبقى من دَرَنه شيء.
قال: «فذلك مَثَلُ الصلوات الخمَسَ، يمحو الله بهن الخطايا». والدَّرَنُ: الوسخ.
3- وجوبها: وفرضيتها معلومة بالكتاب، والسنة، والإجماع المعلوم من الدين بالضرورة، قال تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ}[البقرة: 43] في آيات كثيرة من كتاب الله، وقال تعالى: {قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ} [إبراهيم: 31].
ومن السنة: حديث المعراج وفيه: «هي خمس وهي خمسون». وفي الصحيحين قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمن سأله عن شرائع الإسلام: «خمس صلوات في اليوم والليلة» قال السائل: هل عليَّ غيرهن؟ قال: «لا، إلا أن تَطَّوَّع».
وتجب الصلاة على المسلم البالغ العاقل، فلا تجب على الكافر، ولا الصغير، ولا المجنون، لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن المجنون حتى يفيق، وعن الصغير حتى يبلغ». ولكن يؤمر بها الأولاد لتمام سبع سنين، ويضربون على تركها لعشر. فمن جحدها أو تركها فقد كفر، وارتدَّ عن دين الإسلام لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر».
الأذان، والإقامة:
وفيه
مسائل:
.المسألة الأولى: تعريف الأذان والإقامة، وحكمهما:
.المسألة الأولى: تعريف الأذان والإقامة، وحكمهما:
أ- تعريف الأذان والإقامة:
الأذان لغة: الإعلام. قال تعالى: {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [التوبة: 3]. أي إعلام.
وشرعاً: الإعلام بدخول وقت الصلاة بذكر مخصوص.
والإقامة لغة هي: مصدر أقام، وحقيقته إقامة القاعد.
وشرعاً: الإعلام بالقيام إلى الصلاة بذكر مخصوص ورد به الشارع.
ب- حكمهما: ألاذان والإقامة مشروعان في حق الرجال للصلوات الخمس دون غيرها، وهما من فروض الكفايات إذا قام بهما من يكفي سقط الإثم عن الباقين؛ لأنهما من شعائر الإسلام الظاهرة، فلا يجوز تعطيلهما.
.المسألة الثانية: شروط صحتهما:
الأذان لغة: الإعلام. قال تعالى: {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [التوبة: 3]. أي إعلام.
وشرعاً: الإعلام بدخول وقت الصلاة بذكر مخصوص.
والإقامة لغة هي: مصدر أقام، وحقيقته إقامة القاعد.
وشرعاً: الإعلام بالقيام إلى الصلاة بذكر مخصوص ورد به الشارع.
ب- حكمهما: ألاذان والإقامة مشروعان في حق الرجال للصلوات الخمس دون غيرها، وهما من فروض الكفايات إذا قام بهما من يكفي سقط الإثم عن الباقين؛ لأنهما من شعائر الإسلام الظاهرة، فلا يجوز تعطيلهما.
.المسألة الثانية: شروط صحتهما:
1- الإسلام: فلا يصحان من الكافر.
2- العقل: فلا يصحان من المجنون والسكران وغير المميز، كسائر العبادات.
3- الذكورية: فلا يصحان من المرأة للفتنة بصوتها، ولا من الخنثى لعدم العلم بكونه ذكراً.
4- أن يكون الأذان في وقت الصلاة: فلا يصح قبل دخول وقتها، غير الأذان الأول للفجر والجمعة، فيجوز قبل الوقت، وأن تكون الإقامة عند إرادة القيام للصلاة.
5- أن يكون الأذان مرتباً متوالياً: كما وردت بذلك السنة، وكذا الإقامة، وسيأتي بيانه في الكلام على صفة الأذان والإقامة.
6- أن يكون الأذان، وكذا الإقامة، باللغة العربية وبالألفاظ التي وردت بها السنة.
.المسألة الثالثة: في الصفات المستحبة في المؤذن:
2- العقل: فلا يصحان من المجنون والسكران وغير المميز، كسائر العبادات.
3- الذكورية: فلا يصحان من المرأة للفتنة بصوتها، ولا من الخنثى لعدم العلم بكونه ذكراً.
4- أن يكون الأذان في وقت الصلاة: فلا يصح قبل دخول وقتها، غير الأذان الأول للفجر والجمعة، فيجوز قبل الوقت، وأن تكون الإقامة عند إرادة القيام للصلاة.
5- أن يكون الأذان مرتباً متوالياً: كما وردت بذلك السنة، وكذا الإقامة، وسيأتي بيانه في الكلام على صفة الأذان والإقامة.
6- أن يكون الأذان، وكذا الإقامة، باللغة العربية وبالألفاظ التي وردت بها السنة.
.المسألة الثالثة: في الصفات المستحبة في المؤذن:
1- أن يكون عدلاً أميناً؛ لأنه مؤتمن يُرجع إليه في
الصلاة والصيام، فلا يؤمن أن يغرهم بأذانه إذا لم يكن كذلك.
2- أن يكون بالغاً عاقلا، ويصح أذان الصبيّ المميز.
3- أن يكون عالماً بالأوقات ليتحراها فيؤذن في أولها، لأنه إن لم يكن عالماً ربما غلط أو أخطأ.
4- أن يكون صَيِّتاً ليُسْمِعَ الناس.
5- أن يكون متطهراً من الحدث الأصغر والأكبر.
6- أن يؤذن قائماً مستقبل القبلة.
7- أن يجعل أصبعيه في أذنيه، وأن يدير وجهه على يمينه إذا قال: حَيَّ على الصلاة، وعلى يساره إذا قال: حَيَّ على الفلاح.
8- أن يترسل في الأذان- أي يتمهل- ويحدر الإقامة- أي يسرع فيها-.
.المسألة الرابعة: في صفة الأذان والإقامة:
2- أن يكون بالغاً عاقلا، ويصح أذان الصبيّ المميز.
3- أن يكون عالماً بالأوقات ليتحراها فيؤذن في أولها، لأنه إن لم يكن عالماً ربما غلط أو أخطأ.
4- أن يكون صَيِّتاً ليُسْمِعَ الناس.
5- أن يكون متطهراً من الحدث الأصغر والأكبر.
6- أن يؤذن قائماً مستقبل القبلة.
7- أن يجعل أصبعيه في أذنيه، وأن يدير وجهه على يمينه إذا قال: حَيَّ على الصلاة، وعلى يساره إذا قال: حَيَّ على الفلاح.
8- أن يترسل في الأذان- أي يتمهل- ويحدر الإقامة- أي يسرع فيها-.
.المسألة الرابعة: في صفة الأذان والإقامة:
كيفية الأذان والإقامة: ولهما كيفيات وردت بها النصوص
النبوية، ومنها ما جاء في حديث أبي محذورة، أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ علمه الأذان بنفسه، فقال: «تقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله
أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول
الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حَيَّ على الصلاة، حَيَّ على الصلاة، حَيَّ على
الفلاح، حَيَّ على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله».
وأما صفة الإقامة فهي: (الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حَيَّ على الصلاة، حَيَّ على الفلاح، قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله)؛ لحديث أنس رضي الله عنه قال: «أمر بلالٌ أن يشفع الأذان، وأن يوتر الإقامة إلا الإقامة». فتكون كلمات الأذان مرتين مرتين، وكلمات الإقامة مرة مرة، إلا في قوله: (قد قامت الصلاة) فتكون مرتين؛ للحديث الماضي.
فهذه صفة الأذان والإقامة المستحبة؛ لأن بلالاً كان يؤذن به حضراً وسفراً مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أن مات. وإن رَجع في الأذان، أو ثنَّى الإقامة، فلا بأس؛ لأنه من الاختلاف المباح. ويستحب أن يقول في أذان الصبح بعد حَيَّ على الفلاح: الصلاة خير من النوم مرتين؛ لما روى أبو محذورة أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له: «إن كان في أذان الصبح قلت: الصلاة خير من النوم».
.المسألة الخامسة: ما يقوله سامع الأذان، وما يدعو به بعده:
وأما صفة الإقامة فهي: (الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حَيَّ على الصلاة، حَيَّ على الفلاح، قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله)؛ لحديث أنس رضي الله عنه قال: «أمر بلالٌ أن يشفع الأذان، وأن يوتر الإقامة إلا الإقامة». فتكون كلمات الأذان مرتين مرتين، وكلمات الإقامة مرة مرة، إلا في قوله: (قد قامت الصلاة) فتكون مرتين؛ للحديث الماضي.
فهذه صفة الأذان والإقامة المستحبة؛ لأن بلالاً كان يؤذن به حضراً وسفراً مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أن مات. وإن رَجع في الأذان، أو ثنَّى الإقامة، فلا بأس؛ لأنه من الاختلاف المباح. ويستحب أن يقول في أذان الصبح بعد حَيَّ على الفلاح: الصلاة خير من النوم مرتين؛ لما روى أبو محذورة أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له: «إن كان في أذان الصبح قلت: الصلاة خير من النوم».
.المسألة الخامسة: ما يقوله سامع الأذان، وما يدعو به بعده:
يستحب لمن سمع الأذان أن يقول مثل ما يقول المؤذن؛ لحديث
أبي سعيد أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «إذا سمعتم النداء
فقولوا مثل ما يقول المؤذن». إلا في الحَيْعَلَتَيْن، فيشرع لسامع الأذان أن يقول:
"لا حول ولا قوة إلا بالله" عقب قول المؤذن: حَيَّ على الصلاة، وكذا عقب
قوله: حَيَّ على الفلاح؛ لحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ذلك.
وإذا قال المؤذن في صلاة الصبح: الصلاة خير من النوم، فإن المستمع يقول مثله، ولا يُسَنُّ ذلك عند الإقامة.
ثم يصلي على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم يقول: "اللهم رَبَّ هذه الدعوة التامَّةِ والصلاة القائمةِ، آتِ محمداً الوسيلةَ والفضيلةَ، وابعثْهُ مقاماً محموداً الذي وعدته".
في مواقيت الصلاة:
وإذا قال المؤذن في صلاة الصبح: الصلاة خير من النوم، فإن المستمع يقول مثله، ولا يُسَنُّ ذلك عند الإقامة.
ثم يصلي على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم يقول: "اللهم رَبَّ هذه الدعوة التامَّةِ والصلاة القائمةِ، آتِ محمداً الوسيلةَ والفضيلةَ، وابعثْهُ مقاماً محموداً الذي وعدته".
في مواقيت الصلاة:
الصلوات المفروضات خمس في اليوم والليلة، لكل صلاة منها
وقت محدد حدده الشرع. قال تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى
الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النساء: 103]. يعني: مفروضاً في أوقات محددة
فلا تجزئ الصلاة قبل دخول وقتها.
وهذه المواقيت الأصل فيها حديث ابن عمرو رضي الله عنهما: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «وقت الظهر إذا زالت الشمس وكان ظل الرجل كطوله ما لم يحضر العصر، ووقت العصر ما لم تصفر الشمس، ووقت صلاة المغرب ما لم يَغِبِ الشفق، ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل الأوسط، ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس».
فصلاة الظهر يبدأ وقتها بزوال الشمس، أي: ميلها عن كبد السماء إلى جهة المغرب، ويمتد وقتها إلى أن يصير ظل كل شيء مثله في الطول، ويستحب تعجيلها في أول وقتها، إلا إذا اشتد الحر، فيستحب تأخيرها إلى الإبراد؛ لقولى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم».
وصلاة العصر يبدأ وقتها من نهاية وقت الظهر- أي من صيرورة ظل كل شيء مثله- وينتهي بغروب الشمس، أي عند آخر الاصفرار، ويسن تعجيلها في أول الوقت، وهي الصلاة الوسطى التي نصَّ الله عليها في قوله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238].
وقد أمر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمحافظة عليها، فقال: «من فاتته صلاة العصر فكأنما وُترَ أهله وماله». وقال أيضاً: «من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله».
ووقت صلاة المغرب من غروب الشمس إلى مغيب الشَّفَقِ الأحمر؛ لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وقت صلاة المغرب ما لم يغب الشفق». ويسن تعجيلها في أول وقتها؛ لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تزال أمتي بخير، ما لم يؤخروا المغرب حتى تشتبك النجوم»، إلا ليلة المزدلفة للمحرم بالحج، فيسنُّ تأخيرها حتى تصلى مع العشاء جمع تأخير.
أما صلاة العشاء فيبدأ وقتها من مغيب الشفق الأحمر إلى نصف الليل، لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وقت صلاة العشاء إلى نصف الليل الأوسط». ويستحب تأخيرها إلى آخر الوقت المختار ما لم تكن مشقة، ويكره النوم قبلها، والحديث بعدها لغير مصلحة؛ لحديث أبي برزة رضي الله عنه «أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يكره النوم قبل العشاء، والحديث بعدها».
ووقت صلاة الفجر من طلوع الفجر الثاني إلى طلوع الشمس، ويستحب تعجيلها إذا تحقق طلوع الفجر.
هذه هي الأوقات التي يشرع أداء الصلوات الخمس فيها، فيجب على المسلمين التقيد بذلك، والمحافظة عليها في وقتها، وترك تأخيرها؛ لأن الله توعد الذين يؤخرونها عن وقتها فقال تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ}[الماعون: 4- 5]. وقال تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: 59]. والغيُّ: هو العذاب الشديد المضاعف والشر والخيبة في جهنم عياذاً بالله.
وأداء الصلوات في أوقاتها من أحب الأعمال إلى الله، وأفضلها، فقد سئل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أيُّ العمل أحب إلى الله؟ قال: «الصلاة على وقتها».
في شروط الصلاة، وأركانها، وأدلة ذلك، وحكم تاركها.
وهذه المواقيت الأصل فيها حديث ابن عمرو رضي الله عنهما: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «وقت الظهر إذا زالت الشمس وكان ظل الرجل كطوله ما لم يحضر العصر، ووقت العصر ما لم تصفر الشمس، ووقت صلاة المغرب ما لم يَغِبِ الشفق، ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل الأوسط، ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس».
فصلاة الظهر يبدأ وقتها بزوال الشمس، أي: ميلها عن كبد السماء إلى جهة المغرب، ويمتد وقتها إلى أن يصير ظل كل شيء مثله في الطول، ويستحب تعجيلها في أول وقتها، إلا إذا اشتد الحر، فيستحب تأخيرها إلى الإبراد؛ لقولى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم».
وصلاة العصر يبدأ وقتها من نهاية وقت الظهر- أي من صيرورة ظل كل شيء مثله- وينتهي بغروب الشمس، أي عند آخر الاصفرار، ويسن تعجيلها في أول الوقت، وهي الصلاة الوسطى التي نصَّ الله عليها في قوله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238].
وقد أمر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمحافظة عليها، فقال: «من فاتته صلاة العصر فكأنما وُترَ أهله وماله». وقال أيضاً: «من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله».
ووقت صلاة المغرب من غروب الشمس إلى مغيب الشَّفَقِ الأحمر؛ لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وقت صلاة المغرب ما لم يغب الشفق». ويسن تعجيلها في أول وقتها؛ لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تزال أمتي بخير، ما لم يؤخروا المغرب حتى تشتبك النجوم»، إلا ليلة المزدلفة للمحرم بالحج، فيسنُّ تأخيرها حتى تصلى مع العشاء جمع تأخير.
أما صلاة العشاء فيبدأ وقتها من مغيب الشفق الأحمر إلى نصف الليل، لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وقت صلاة العشاء إلى نصف الليل الأوسط». ويستحب تأخيرها إلى آخر الوقت المختار ما لم تكن مشقة، ويكره النوم قبلها، والحديث بعدها لغير مصلحة؛ لحديث أبي برزة رضي الله عنه «أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يكره النوم قبل العشاء، والحديث بعدها».
ووقت صلاة الفجر من طلوع الفجر الثاني إلى طلوع الشمس، ويستحب تعجيلها إذا تحقق طلوع الفجر.
هذه هي الأوقات التي يشرع أداء الصلوات الخمس فيها، فيجب على المسلمين التقيد بذلك، والمحافظة عليها في وقتها، وترك تأخيرها؛ لأن الله توعد الذين يؤخرونها عن وقتها فقال تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ}[الماعون: 4- 5]. وقال تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: 59]. والغيُّ: هو العذاب الشديد المضاعف والشر والخيبة في جهنم عياذاً بالله.
وأداء الصلوات في أوقاتها من أحب الأعمال إلى الله، وأفضلها، فقد سئل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أيُّ العمل أحب إلى الله؟ قال: «الصلاة على وقتها».
في شروط الصلاة، وأركانها، وأدلة ذلك، وحكم تاركها.
وفيه
مسائل:
.المسألة الأولى: في عدد الصلوات المكتوبة:
.المسألة الأولى: في عدد الصلوات المكتوبة:
عدد الصلوات المكتوبة خمس، وهي: الفجر والظهر والعصر
والمغرب والعشاء. وهي مجمع عليها، وقد دلّ على ذلك حديث طلحة بن عبيد الله أن
أعرابياً قال: يا رسول الله ماذا فرض الله عليَّ من الصلاة؟ قال: «خمس صلوات في
اليوم والليلة.. الحديث»، وحديث أنس رضي الله عنه في قصة الرجل من أهل البادية،
وقوله للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وزعم رسولك أن علينا خمس صلوات في
يومنا وليلتنا. قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صدق»... الحديث.
أمر
الله - عز وجل - خلقه بإفراده بالعبادة فلا يُقبَل عملٌ بلا توحيد، وثنَّى بعبادة
بعد توحيده - سبحانه - وأكثر من ذكرها، وأمر الرسل بها؛ فقال لموسى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه: 14 ]،
وقال عيسى - عليه السلام -: {وَأَوْصَانِي
بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا} [مريم: 31 ]،
ودعا إبراهيمُ ربَّه أن يكون هو وذريته من المؤدِّين لها: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا} [إبراهيم: 40
]، وأثنى على إسماعيل لأمره أهله بها: {وَكَانَ
يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ} [مريم: 55 ].
وهي من الميثاق الذي أُخِذَ على الأمم السابقة: {وَإِذْ
أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللهَ
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ
وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ} [البقرة: 83 ].
وهي
من وصايا لقمان: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ
الصَّلَاةَ} [لقمان: 17 ].
وأُمِرَت
هذه الأمة بالمحافظة عليها: {حَافِظُواْ
عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ للهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238
].
وأُمِر
بها النساء: {وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ
الزَّكَاةَ} [الأحزاب: 33 ].
وهي
من أُسُس الإيمان، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لوفد عبد القيس: «هل تدرون ما
الإيمان بالله؟ شهادة أن لا إله إلا الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة»؛ متفق
عليه.
منزلتها
في الدين بعد الشهادتين، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يأمر بها في أوائل
دعوته، قال هرقلُ لأبي سفيانَ: (بِمَ يأمركم به؟ يعني: النبي - صلى الله عليه وسلم
- قال: بالصلاة والزكاة، والعفاف والصلة)؛ متفق عليه.
وهي
أحبُّ الأعمال إلى الله؛ سُئِلَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أيُّ العمل أحبُّ
إلى الله؟ قال: «الصلاةُ على وقتها، ثم بر الوالدين»؛ متفق عليه.
وخُصَّت
من بين سائر العبادات بفرضيَّتها في السماء فلم ينزل بها مَلَكٌ إلى الأرض؛ بل
كلَّم الله نبينا محمدًا - صلى الله عليه وسلم- بفرضيتها من غير واسطة، قال - عليه
الصلاة والسلام -: «ثم ذُهِب بي إلى سدرة المنتهى فأوحى الله إليَّ ما أوحى، ففرض
عليَّ خمسين صلاةً في كل يوم وليلة»؛ متفق عليه.
عظُمَت
منزلتها ففُرِضَت خمسين صلاة، ثم خُفِّفت إلى خمس في العدد وبقيت خمسين في الثواب.
أحبَّها
الصحابة - رضي الله عنهم - فكانوا يؤدُّونها في أشد المواطن، قال جابر - رضي الله
عنه -: «غَزَونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قومًا فقاتلونا قتالًا
شديدًا، فقال المشركون: إنه ستأتيهم صلاةٌ هي أحبُّ إليهم من أولادهم»؛ رواه مسلم.
وبايَعوا
النبي - صلى الله عليه وسلم – عليها، قال جرير - رضي الله عنه -: «بايَعنا النبي - صلى
الله عليه وسلم - على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنُّصح لكل مسلم»؛ متفق عليه.
خيرُ
عونٍ على أمور الدنيا والدين؛ تُجمِّل المرءَ بمكارم الأخلاق، وتنهاه عن الفحشاء
والمنكرات، ماحيةٌ للخطايا مُكفِّرةٌ للسيئات، شبَّهَها النبيُّ - صلى الله عليه
وسلم - بالنهر الجاري المُزِيل للأدران، تحفظُ العبدَ من الشرور ومهالك الرَّدَى،
قال - صلى الله عليه وسلم -: «من صلَّى الصبح فهو في ذِمَّة الله حتى يُمسِي»؛
رواه مسلم.
ترفعُ
عن العبد المصائب والفتن، والآفات والمعايب، قال - سبحانه -: {وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ} [البقرة: 45 ]،
قال ابن كثير - رحمه الله -: «الصلاةُ من أكبر العَوْن على الثبات في الأمر؛ تفتح
أبواب الرزق وتُيسِّره».
قال
- سبحانه - عن زكريا: {فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي
الْمِحْرَابِ أَنَّ اللهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى} [آل عمران: 39
]، وقال عن مريم: {كُلَّمَا دَخَلَ
عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا} [آل عمران: 37
].
تُقوِّي
البدن، وتشرح الصدر، «إذا استيقَظَ العبدُ فذكر الله، ثم توضأ وصلَّى ركعتين أصبح
يومه نشيطًا طيب النفس»؛ رواه البخاري.
وصَفَها
النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنها نور، فقال: «والصلاةُ نورٌ»؛ رواه مسلم.
وهي
من مُوجِبات دخول الجنة والرفعة فيها، سأل ثوبانُ - رضي الله عنه - النبي - صلى
الله عليه وسلم - فقال: أخبرني بعملٍ أعمَلُه يُدخِلُني الله به الجنة، أو قال:
بأحب الأعمال إلى الله، قال: «عليك بكثرة السجود لله؛ فإنك لا تسجد لله سجدةً إلا
رفعك الله بها درجة، وحطَّ عنك بها خطيئة»؛ رواه مسلم.
والصلاةُ
من أسباب مرافقة النبي - صلى الله عليه وسلم - في الجنة، قال ربيعةُ بن كعب - رضي
الله عنه -: «قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «سَلْ»، فقلت: أسألك
مرافقتك في الجنة، قال: «أوَ غير ذلك؟»، قلت: هو ذاك، قال: «فأعِنِّي على نفسك
بكثرة السجود»؛ رواه مسلم.
كانت
قُرَّة عين النبي - صلى الله عليه وسلم - وجعلها آخر وصيته في حياته لأمته، قال
أنس - رضي الله عنه -: «كان عامة وصية النبي - صلى الله عليه وسلم - حين حَضَرَه
الموت: «الصلاةَ وما ملكت أيمانكم».
فضائلُها
جمَّة، ومنافعها متعدية، قال عنها - عليه الصلاة والسلام -: «لو يعلمون ما فيهما
لأتوهما ولو حَبْوًا»؛ أي: زحفًا على الأيدي والركب؛ متفق عليه.
فرضٌ
على كل مسلم أداؤها في كل مكان وعلى أي حال، قال - عليه الصلاة والسلام -:
«وجُعِلَت لي الأرضُ مسجدًا وطهورًا، فأيما رجلٍ أدركته الصلاة صلَّى حيث كان»؛
متفق عليه.
جعلها
الإسلام ميزانًا بين الإسلام والكفر، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «بين
الرجل وبين الشرك أو الكفر تركُ الصلاة»؛ رواه مسلم، قال عمر - رضي الله عنه -:
«لا إسلام لمن لم يُصلِّ»، وقال ابن مسعود - رضي الله عنه -: «من تَرَكَ الصلاةَ
فلا دين له».
وواجبٌ
فعلُها في وقتها، قال - جلَّ شأنه -: {فَخَلَفَ
مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ
يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: 59 ]، قال عمر بن عبد العزيز - رحمه الله -: «لم
تكن إضاعتهم تركها، ولكن أضاعوا وقتها».
قال
إسحاق بن راهويه - رحمه الله -: «رأي أهل العلم من لدن النبي - صلى الله عليه وسلم
- إلى يومنا هذا أن ترك الصلاة عمدًا من غير عذر حتى يذهب وقتها أنه كافر».
والله
أوجَبَ أداءها جماعةً في بيوت الله، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من سمع
النداء فلم يُجِب فلا صلاةَ له إلا من عُذر»؛ رواه مسلم.
بل
لم يعذر النبي - صلى الله عليه وسلم - فاقدَ البصر من الإتيان إليها؛ جاء رجلٌ
أعمى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم – فقال: يا رسول الله! إني رجل أعمى، وليس لي قائدٌ يقودني
إلى المسجد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هل تسمع النداء للصلاة؟»،
قال: نعم، قال: «فأَجِب»؛ رواه مسلم.
«وقد
همَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بتحريق بيوت أُناس لا يشهدون الصلاةَ في
المساجد لولا ما فيها من النساء والذرية»؛ متفق عليه.
قال
ابن حجر - رحمه الله -: «هذا الحديث ظاهرٌ في كون صلاة الجماعة فرضَ عينٍ؛ لأنها
لو كانت سنة لم يُهدِّد تاركها بالتحريق، ولو كانت فرض كفاية لكانت قائمةً بالرسول
- صلى الله عليه وسلم - ومن معه».
والتفريط
في صلاة الجماعة من أسباب استحواذ الشيطان على العبد، قال - عليه الصلاة والسلام
-: «ما من ثلاثةٍ في قريةٍ ولا بدوٍ لا تُقام فيهم الصلاة إلا استحوَذَ عليهم
الشيطان»؛ رواه أبو داود.
قال
ابن مسعود - رضي الله عنه -: «لقد رأيتُنا وما يتخلَّف عنها إلا منافقٌ معلوم
النفاق».
وشهودها
أمارةٌ على الإيمان، قال - جل شأنه -: {إِنَّمَا
يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ
الصَّلاَةَ} [التوبة: 18 ].
وكان
الصحابة يؤدُّونها جماعة - ولو مع المشقة -، قال ابن مسعود - رضي الله عنه-: «لقد
رأيتُ الرجل يُؤتَى به يُهادَى بين الرجلين حتى يُقامَ في الصف»، قال الربيع بن
خيثمة - رحمه الله -: «إن استطعتم أن تأتوها فأْتوها - ولو حَبْوًا -».
وآخر
ما رآه النبي - صلى الله عليه وسلم - من صحابته قبل وفاته رآهم وهم يصلون جماعة،
قال أنس - رضي الله عنه -: «كشف النبي - صلى الله عليه وسلم - ستر حجرته في مرضه
الذي مات فيه، فنظر إلى الناس صفوفًا يصلون فتبسم ضاحكًا، قال أنس: فكانت آخر نظرة
نظرها إلى صحابته»؛ متفق عليه.
والله
قِبَلَ وجه المصلي، والخشوع هو روح الصلاة، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم -
يُصلِّي ولصدره أزيزٌ كأزيز المِرْجَل من البكاء، قال ابن عباس - رضي الله عنهما
-: «ليس لك من صلاتك إلا ما عَقَلتَ منها».
قال
الكرمي - رحمه الله -: «كان شيخ الإسلام - رحمه الله - إذا دخل في الصلاة ترتعِد
أعضاؤه».
فأقبِلوا
عليها بخشوعٍ وسرورٍ بأدائها جماعةً تطهُر أرواحكم، وتُمحَ زلاتُ ألسنتكم وما
اقترفته جوارحكم، وتُرفعْ درجاتكم.
أعوذ
بالله من الشيطان الرجيم: {وَأَقِيمُوا
الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [النور: 56 ].
الصلاةُ
سببُ الفوز والفلاح؛ من مَشَى إليها لم يخطُ خطوةً إلا رَفَعَه الله بها درجةً،
وحطَّ عنه خطيئةً، وتُصلِّي عليه الملائكة ما دام في مجلسه الذي يُصلِّي فيه،
تقول: اللهُم اغفر له، اللهُم ارحمه، ومن صلَّى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف
الليل، ومن صلَّى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله، ومن تعلق قلبُه بالصلاة
يتحيَّن النداء للصلاة التي تليها أظلَّه الله تحت ظلِّ عرشه؛ فأدُّوا الصلوات
جماعةً في بيوت الله طيبةً بها نفوسُكم، مُنشرحةً بها صدوركم تنالوا ثواب ربكم.
ثم
اعلموا أن الله أمركم بالصلاة والسلام على نبيِّه، فقال في محكم التنزيل: {إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى
النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا
تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56 ].
مواقيت الصلاة
أولاً : وقت الظهر
قال عليه الصلاة والسلام : " وقت الظهر إذا زالت
الشمس وكان ظل الرجل كطوله ما لم يحضر العصر " فحدد النبي صلى الله عليه وسلم
وقت الظهر ابتداءً وانتهاءً :
أما بداية وقت الظهر : فهو من زوال الشمس – والمقصود
زوالها عن وسط السماء إلى جهة الغرب .
تطبيق عملي لمعرفة الزوال ( بداية وقت الظهر )
ضع شيئاً شاخصاً (عموداً) في مكان مكشوف فإذا طلعت الشمس
من المشرق سيكون ظل هذا الشاخص نحو المغرب وكلما ارتفعت الشمس نقص الظل ، فما دام
ينقص فالشمس لم تزل ، وسيستمر الظل في التناقص حتى يقف عند حدٍ معين ثم يبدأ يزيد
نحو المشرق ، فإذا زاد أدنى زيادة فقد زالت الشمس ، وحينئذٍ يكون وقت الظهر قد دخل .
علامة الزوال بالساعة : اقسم ما بين طلوع الشمس إلى
غروبها نصفين فهذا هو وقت الزوال ، فإذا قدرنا أن الشمس تطلع في الساعة السادسة
وتغيب في الساعة السادسة ، فالزوال :الساعة الثانية عشرة ، وإذا كانت تخرج في
الساعة السابعة ، وتغيب في الساعة السابعة ، فالزوال الساعة الواحدة وهكذا.انظر
الشرح الممتع (2/96)
وأما نهاية وقت الظهر : فهو إلى أن يصير ظل كل شيء مثله (
أي طوله ) بعد الظل الذي زالت عليه الشمس .
تطبيق عملي لمعرفة نهاية وقت الظهر
:
لنرجع إلى الشاخص ( العمود ) الذي وضعناه قبل قليل ،
ولنفرض أن طوله (متر واحد) ستلاحظ أن الظل قبل الزوال يتناقص شيئاً فشيئاً إلى أن
يقف عند نقطة معينة ( قم بوضع إشارة عند هذه النقطة ) ثم يبدأ في الزيادة وعندها
يدخل وقت الظهر ، ثم يستمر الظل في الزيادة نحو المشرق إلى أن يصير طول الظل يساوي
طول الشاخص (العمود) ، أي أن طول الظل سيكون ( متراً واحداً ابتداءً من النقطة
التي وضعت عندها الإشارة ، وأما الظل الذي قبل الإشارة فلا يُحسب وهو ما يُسمى
بفيء الزوال ) وهنا يكون قد انتهى وقت الظهر ودخل وقت العصر بعده مباشرة .
ثانياً : وقت العصر :
قال عليه الصلاة والسلام : " ووقت العصر ما لم تصفر
الشمس " .
قد عرفنا بأن ابتداء وقت العصر
يكون بانتهاء وقت الظهر ( أي عند مصير ظل كل شيء مثله )
وأما نهاية وقت العصر فله وقتان
:
1-وقت اختيار : وهو من أول وقت العصر إلى اصفرار الشمس لقول الرسول
صلى الله عليه وسلم: " وقت العصر ما لم تصفر الشمس " أي ما لم تكن صفراء
، وتحديده بالساعة يختلف باختلاف الفصول .
2-وقت اضطرار : وهو من اصفرار الشمس إلى غروب الشمس . لقول النبي
صلى الله عليه وسلم : " من أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك
العصر " أخرجه البخاري (579) ومسلم (608)
مسألة : ما معنى وقت الضرورة ؟
معنى الضرورة : أنه لو اشتغل الإنسان عن العصر بشغل لابد
منه كتضميد جرح – وهو يستطيع أن يصلي قبل اصفرار الشمس ولكن بمشقة – وصلى قبيل
الغروب فقد صلى في الوقت ولا يأثم ؛ لأن هذا وقت ضرورة ، فإذا اضطر الإنسان
للتأخير فلا حرج مادام قبل غروب الشمس .
ثالثاً : وقت المغرب :
قال عليه الصلاة والسلام : " وَوَقْتُ صَلَاةِ
الْمَغْرِبِ مَا لَمْ يَغِبْ الشَّفَقُ " .
أي أن وقت المغرب يدخل مباشرة من خروج وقت العصر وهو غروب
الشمس إلى مغيب الشفق الأحمر .
فإذا غابت الحمرة من السماء خرج وقت المغرب ودخل وقت
العشاء ، وتحديده بالساعة يختلف باختلاف الفصول ، فمتى رأيت الحمرة قد زالت في
الأفق فهذا دليل على أن وقت المغرب قد انقضى .
رابعاً : وقت العشاء :
قال عليه الصلاة والسلام : " وَوَقْتُ صَلاةِ
الْعِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ الأَوْسَطِ " .
فوقت العشاء يبدأ من خروج وقت المغرب مباشرة ( أي من مغيب
الحمرة في السماء ) إلى نصف الليل .
مسألة : كيف نحسب نصف الليل ؟
الجواب : إذا أردت حساب نصف الليل فاحسب الوقت من مغيب
الشمس إلى طلوع الفجر ، فنصف ما بينهما هو آخر وقت العشاء ( وهو نصف الليل
)
فلو أن الشمس تغيب الساعة الخامسة ، والفجر يؤذن الساعة
الخامسة فمنتصف الليل هو الساعة الحادية عشرة مساءً ، ولو أن الشمس تغيب الساعة
الخامسة والفجر يطلع الساعة السادسة ، فمنتصف الليل الساعة الحادية عشرة والنصف
وهكذا .
خامساً : وقت الفجر :
قال النبي صلى الله عليه وسلم : " وَوَقْتُ صَلَاةِ
الصُّبْحِ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ مَا لَمْ تَطْلُعْ الشَّمْسُ فَإِذَا طَلَعَتْ
الشَّمْسُ فَأَمْسِكْ عَنْ الصَّلاةِ فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ
شَيْطَانٍ " .
يبدأ وقت الفجر من طلوع الفجر الثاني ، وينتهي بطلوع
الشمس . والفجر الثاني هو البياض المعترض في الأفق من جهة المشرق ويمتد من الشمال
إلى الجنوب ، وأما الفجر الأول فإنه يخرج قبل الفجر الثاني بساعة تقريباً وبينهما
فروق :
1-الفجر الأول ممتد لا معترض ، أي يمتد طولاً من الشرق إلى الغرب ،
والثاني معترض من الشمال إلى الجنوب .
2- أن الفجر الأول يُظلم ، أي : يكون هذا النور لمدة
قصيرة ثم يُظلم ، والفجر الثاني : لا يظلم بل يزداد نوراً وإضاءة .
3-أن الفجر الثاني متصل بالأفق ليس بينه وبين الأفق ظلمة
، والفجر الأول منقطع عن الأفق بينه وبين الأفق ظلمة . أنظر الشرح الممتع (2/107)
قصص
في الصلاة
(1) الطفل الإمام
إنه عمرو بن سلمة t، كان يؤم
قومه وهو ابن سبع سنوات، لأنه كان أكثرهم حفظاً.
قال t: قال لي أبو قلابة: ألا تلقاه – يعني النبي r، فتسأله..
قال عمرو بن سلمه: فلقيته فسألته.
قال: وكان يمر بنا الركبان فنسألهم: ما للناس؟ ما هذا
الرجل؟
فيقولون: يزعم أن الله أرسله وأوحي إليه بكذا ؟ فكنت أحفظ
ذلك الكلام، وكأنما يقر في صدري..
فلما كانت وقعة أهل الفتح بادر كل قوم بإسلامهم، وبدر أبي
وقومي بإسلامهم، فلما قدم قال: جئتكم والله من عند النبي r حقا، فقال:
«صلوا صلاة كذا في حين كذا، وصلوا صلاة كذا في حين كذا، فإذا حضرت الصلاة، فليؤذن
أحدكم، وليؤمكم أكثركم قرآنا» فنظروا، فلم يكن أحد أكثر قرآن مني لما كنت أتلقى
الركبان، فقدموني بين أيديهم وأنا ابن ست أو سبع سنين().
فانظر يا فتى الإسلام إلى علو همة هذا الطفل الصغير، الذي
ذهب بنفسه إلى النبي r، وسأله عن هذا الدين، وكان يحفظ ما يذكره
الركبان من القرآن، حتى صار أكثر قومه قرآنا، فاستحق أن يكون إماماً لهم في
الصلاة، وهو في السادسة أو السابعة من عمره..
(2) الحفاظ الصغار
قال الشافعي رحمه الله: حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين،
وحفظت الموطأ وأنا ابن عشر.
وقال سهل التستري: مضيت إلى الكتاب، فتعلمت القرآن
وحفظته، وأنا ابن ست سنين أو سبع سنين.
أما ابن سينا فلما بلغ عشر سنين من عمره، كان قد أتقن القرآن
العزيز.
*قال إبراهيم بن سعيد الجوهري: رأيت صبيا ابن أربع سنين،
قد حمل إلى المأمون، قد قرأ القرآن، ونظر في الرأي، غير أنه إذا جاع يبكي ()!!
(3) الطفل الداعية
قال محمد بن ظفر المكي: بلغني أن أبا يزيد طيفور بن عيسى
لما حفظ }يَا أَيُّهَا
الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا{ [المزمل:
1-2].
قال لأبيه: يا أبتي! من الذي يقول الله تعالى له هذا؟
قال: يا بني ! ذلك النبي محمد r.
قال أبو يزيد: يا أبتي ! ما لك لا تصنع كما صنع النبي r؟
قال: يا بني ! إن قيام الليل خصص بافتراضه النبي r دون أمته..
فسكت عنه أبو يزيد.
فلما حفظ قوله سبحانه وتعالى: }إِنَّ رَبَّكَ
يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ
وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ{ [المزمل:20].
قال: يا أبتي! إني أسمع أن طائفة كانوا يقومون الليل، فمن
هذه الطائفة؟
قال: يا بني! أولئك الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
قال أبو يزيد: يا أبتي ! فأي خير في ترك ما عمله النبي r وأصحابه؟
قال: صدقت يا بني، فكان أبوه بعد ذلك يقوم من الليل
ويصلي.
فاستيقظ أبو يزيد ليلة، فإذا أبوه يصلي، فقال: يا أبت!
علمني كيف أتطهر وأصلي معك.
فقال أبوه: يا بني ! ارقد، فإنك صغير بعد..
قال أبو يزيد: يا أبتي ! إذا كان يوم يصدر الناس أشتاتا
ليروا أعمالهم، أقول لربي: إني قلت لأبي: كيف أتطهر لأصلي معك، فأبي، وقال لي:
ارقد، فإنك صغير بعد، أتحب هذا؟
فقال له أبوه: لا والله يا بني، ما أحب هذا، وعلمه، فكان
يصلي معه!
(4) الحافظ الأصفهاني
قال أبو محمد عبد الله بن محمد الأصفهاني: حفظت القرآن
ولي خمس سنين، وحملت إلى أبي بكر المقرئ لأسمع ولي أربع سنين.
فقال بعض الحاضرين: لا تسمعوا له فيما قرأ، فإنه صغير،
فقال لي ابن المقرئ: اقرأ سورة (التكوير) فقرأتها.
فقال لي غيره: اقرأ سورة (المرسلات) فقرأتها، ولم أغلط
فيها.
فقال ابن المقرئ: اسمعوا له، والعهدة علي ().
(5) تعلم لغة أجنبية في 15يوماً فقط
إنه زيد بن ثابت t، جاء به قومه
إلى النبي r مفاخرين به
فقالوا: هذا غلام من بني النجار، معه مما أنزل الله عليك بضع عشرة سورة، فأعجب ذلك
النبي r وقال: «يا
زيد! تعلم لي كتاب يهود، فإني والله ما آمن يهودا على كتابي».
قال زيد: فتعلمت كتابهم، ما مرت بي خمس عشرة ليلة، حتى
حذقته، وكنت أقرأ له كتبهم إن كتبوا إليه، وأجيب عنه إذا كتب().
فأين هذه الهمم أيها الطلاب النجباء؟!
أوسعوا للشيخ الصغير
قال النصر الهلالي: كنت في مجلس سفيان بن عيبنة، فنظر إلى
صبي دخل المسجد، فكأن أهل المجلس تهاونوا به.
فقال سفيان: }كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ
فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ{ [النساء: 94].
ثم قال: يا نضر! لو رأيتني ولي عشر سنين، وطولي خمسة
أشبار، ووجهي كالدينار، وأنا كشعلة نار، ثيابي صغار، وأكمامي قصار، وذيلي بمقدار،
ونعلي كآذان الفار، أختلف إلى علماء الأمصار، مثل الزهري وعمرو بن دينار، أجلس
بينهم كالمسمار، محبرتي كالجوزة، ومقلمتي كالموزة، وقلمي كاللوزة، فإذا دخلت
المجلس قالوا: أوسعوا للشيخ الصغير. ثم تبسم ابن عيينة وضحك().
(7) صبي يحفظ خمسة عشر ألف حديث
قال بعض المحدثين: كان البخاري يختلف معنا إلى السماع وهو
غلام، فكنا نكتب ولا يكتب، فأكثرنا عليه في ذلك.
فقال: إنكما قد أكثرتما عليّ، فاعرضا عليّ ما كتبتما،
فأخرجنا إليه ما كان عندنا، فزاد على خمسة عشر ألف حديث، فقرأها كلها عن ظهر قلب،
حتى جعلنا نحكم كتبنا من حفظه.
ثم قال: أترون أني أختلف هدراً، وأضيع أيامي!! فعرفنا أنه
لا يتقدمه أحد().
(8) صبي اسمه ابن تيمية
انبهر أهل دمشق من فرط ذكائه، وسيلان ذهنه، وقوة حافظته،
وسرعة إدراكه، واتفق أن بعض مشايخ العلماء بحلب قدم إلى دمشق وقال: سمعت في البلاد
بصبي يقال له: أحمد بن تيمية، وإنه سريع الحفظ، وقد جئت قاصداً لعلي أراه.
فقال له خياط: هذه طريق كُتّابه، وهو إلى الآن ما جاءنا،
فاقعد عندنا، الساعة يجيء يعبر ذاهبا إلى الكتاب. فجلس الشيخ الحلبي، فمر صبيان،
فقال الخياط: ها ذاك الصبي الذي معه اللوح الكبير هو أحمد بن تيمية.
فناداه الشيخ، وتناول اللوح منه، فنظر فيه، ثم قال له:
امسح يا ولدي هذا حتى أملي عليك شيئا تكتبه، ففعل، فأملى عليه من متون الأحاديث
أحد عشر أو ثلاثة عشر حديثاً، وقال له: اقرأ علىّ هذا، فلم يزد على أن تأمله مرة
بعد كتابته إياه، ثم دفعه إليه وقال: اسمعه عليّ!، فقرأه عليه عرضا كأحسن ما أنت
سامع، فقال له: يا ولدي! امسح هذا، ففعل، فأملي عليه عدة أسانيد انتخبها، ثم قال:
اقرأ هذا، فنظر فيه كما فعل أول مرة، ثم أسمعه إياه كالأولى، فقام الشيخ وهو يقول:
إن عاش هذا الصبي، ليكونن له شأن عظيم، فإن هذا لم ير مثله ().
(9) ذكاء ابن عمر
روى البخاري وغيره عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما –
وكان دون الحلم – أن رسول الله r قال: «إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها،
وإنها مثل المسلم، فحدثوني ما هي؟».
فوقع الناس في شجر البوادي. قال عبد الله بن عمر: ووقع في
نفسي أنها النخلة، فاستحييت.
ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله؟ قال: «هي النخلة»
وفي رواية: فأردت أن أقول هي النخلة فإذا أنا أصغر القوم.
وفي رواية: «ورأيت أبا بكر وعمر لا يتكلمان، فكرهت أن
أتكلم، فلما قمنا، حدثت أبي بما وقع في نفسي فقال: لئن تكون قلتها أحب إلى من أن
يكون لي حمر النعم» ().
(10) فتى يرحل في طلب العلم
قال علي بن عاصم: خرجت من واسط إلى الكوفة، أنا وهشيم،
لنلقي منصوراً، فلما خرجت من واسط، وسرت فراسخ، لقيني إما معاوية، وإما غيره،
فقلت: أين تريد؟
قال: أسعى في دين عليّ.
فقلت: ارجع معي، فإني عندي أربعة آلاف درهم، أعطيك منها.
فرجعت، فأعطيته ألفين، ثم خرجت.
فدخل هشيم الكوفة بالغداة، ودخلتها بالعشي، فذهب هشيم،
فسمع من منصور أربعين حديثاً، ودخلت أنا الحمام، فلما أصبحت، مضيت، فأتيت باب
المنصور، فإذا جنازة، فقلت: ما هذه؟
قالوا: جنازة منصور!
فقعدت أبكي. فقال لي شيخ هناك: يا فتى ! ما يبكيك؟
قلت: قدمت على أن أسمع من هذا الشيخ، وقد مات.
قال: أفأدلك على سن شهد عُرْسَ أمِّ هذا؟
قلت: نعم.
قال: اكتب: حدثني عكرمة عن ابن عباس.
قال: فجعلت أكتب عنه شهراً. فقلت له: من أنت رحمك الله.
قال: أنت تكتب عني منذ شهر ولم تعرفني؟ أنا حصين بن عبد
الرحمن، وما كان بيني وبين أن ألقي ابن عباس إلا سبعة دراهم، أو تسعة دراهم، فكان
عكرمة يسمع منه ثم يجيء فيحدثني ().
فانظر – رعاك الله – إلى تضحية هذا الفتى، الذي بذل نصف
ماله، وبذل من وقته، وهجر الأوطان، فتأخر عن لقاء الشيخ منصور، فهيأ الله تعالى له
شيخا هو شيخ المشايخ وأستاذهم آنذاك: حصين بن عبد الرحمن، وما ذاك إلا دليل على
شدة إخلاصه في طلب العلم، وصدق المحبة لرسول الله r().
(11) معلم قرآن عمره ثلاث سنوات
وهذه هي قصتنا الأخيرة – أخي الطالب النجيب – وهي ليست من
قصص السابقين، بل هي من قصص أطفال المسلمين في هذه العصر.. إنه الطفل الذي التقى
به الشيخ سعود الشريم أثناء زيارته إلى جنوب أفريقيا..
لقد شاهد الشيخ هذا الطفل الذي لم يتجاوز الثالثة من
عمره، في إحدى قاعات مركز (يولزافارم) الإسلامي، شاهده وهو يحفظ أقرانه التشهد
الأول والتشهد الأخير، وعدداً من الأدعية المأثورة، وبعض قصار السور القرآنية،
بطريقة جادة وجذابة، حيث كان 35 طفلاً بالقاعة يرددون وراء الطفل سليمان العبارات
والكلمات، وفي حديث طفولي عذب وابتسامة عريضة على محياه، قال الطفل سليمان: لا
يمكن أن أصف مشاعري، ومشاعر إخواني، ونحن ندرس في القاعة التي وفرها لنا مركز
التوحيد الإسلامي، ونحن عازمون على حفظ القرآن الكريم، وتعلم السنة النبوية
والشريعة، والتفقه في الدين، كي نسهم في إثراء الدعوة إلى الله في بلادنا ().
فيا فتى الإسلام! دونك هذه النماذج المشرقة فاحتذيها،
وتأس بها، واسترشد بهديها، وأنر دربك بأنوارها، فما أعظم حاجتنا إلى مثل الفتية
الذين تشرف بهم أي أمة، وتبنى بهم أي حضارة، ويحرز بهم أي نصر ومجد.
}إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا
بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى{ [الكهف:13].
الخاتمة
صلوا كما رأيتموني أصلي
كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم
كان صلى الله عليه وسلم أحسن الناس أداءً للصلاة، وكان
يحرص عليها الحرص كل الحرص ويحبب فيها ويرغب، ومن ترغيبه صلوات الله عليه في
الصلاة قال صلى الله عليه وسلم : " ما افترض الله على العباد بعد التوحيد
شيئا أحب إليه من الصلاة، ولو كان شيء أحب إليه من الصلاة لتعبد بها الملائكة
فمنهم راكع وساجد وقائم وقاعد".
وكان صلى الله عليه وسلم أعرف الناس بقدر الصلاة.
قالت عائشة رضي الله عنها : " كان رسول الله يكلمنا
ونكلمه فإذا حضرت الصلاة فكأنه لا يعرفنا ولا نعرفه " .
والأذان من السنن التي تسبق الصلاة وهي بمثابة الإعلان
والإعلام بوجوب الصلاة، فإذا اجتمع الناس في المسجد أقيمت الصلاة، وكما للأذان
صيغته المعروفة فإن للإقامة صيغتها المألوفة، وبعد إقامة الصلاة يسر المصلي في
نفسه بما ينوي إقامته من الصلاة ثم يرفع المصلي يديه إلى منكبيه أو إلى أذنيه ثم
يجهر بقوله الله أكبر، وهذه تكبيرة الإحرام .
فإذا قالها المصلي فقد دخل في الصلاة مقبلا على الله
مدبرا عن كل ما عداه بعيدا عن كل ما يشغله في دنياه.
وبعد تكبيرة الإحرام كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يستفتح صلاته بقوله:{قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ
رَبِّ الْعَالَمِينَ {162} لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ
الْمُسْلِمِينَ)(الأنعام : 161-163)
وهذا بعض ما يقوله رسولنا صلى الله عليه وسلم فىدعاء
الاستفتاح وما ورد في ذلك : " اللهم
باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما
ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من الخطايا بالماء والثلج والبرد"
أو كان يقول: " سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك
وتعالى جدك ولا إله غيرك"
وربما قال : " اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت
سبحانك وبحمدك أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر
الذنوب إلا أنت واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا
يصرف سيئها إلا أنت لبيك وسعديك والخير
كله في يديك والشر ليس إليك والمهدي من هديت، أنا بك وإليك لا منجا إلا إليك
تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك"
هذا ما ورد عن رسولنا في أدعية الاستفتاح.
ثم بعد دعاء الاستفتاح يستعيذ المصلي من الشيطان
الرجيم يسر بها ويجهر ببسم الله الرحمن
الرحيم، وكان رسولنا يجهر بها تارة ويخفيها تارة وكان إذا قرأ الفاتحة يمد بها
صوته فإذا فرغ من الفاتحة وكان جاهراً بها جهر بآمين ورفع بها صوته وجهر بها من
خلفه وكان له سكتة التكبيرة وسكتة بعد الفاتحة ثم يأخذ في قراءة سورة يطيلها
أحياناً ويقصرها أحياناً لعارض من سفر أو غيره ويتوسط فيها غالباً، من حديث عمرو بن
شعيب عن أبيه عن جده قال : " ما من المفصل سورة قصيرة ولا طويلة إلا وقد سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤم الناس بها في الصلاة المكتوبة، وكان يطيل الركعة
الأولى عن الثانية وكان إذا فرغ من القراءة سكت بمقدار ما يتراد إليه نفسه "
.
ولقد تناولنا آداب التلاوة وأصولها عندما سار بنا الحديث
عن تنظيم التنفس وأثره من الناحية النفسية، وأن التلاوة الصحيحة المرتلة هي تنظيم
حقيقي لعملية التنفس، ولهذا كان رسولنا (ص) يقرأ ترتيلاً ويقطع قراءته حرفاً حرفاً
يعطي كل حرف حقه ومستحقه في الأداء ويقف على رؤوس الآيات ولو تعلق المعني بما
بعدها .
وفي الركوع كان يرفع يديه قبل أن يركع وإذا ركع وضع كفيه
على ركبتيه كالقابض عليهما، ولم ينصب رأسه ولم يخفضه بل يجعله معادلاً .
وكان تسبيحه في الركوع سبحان ربي العظيم يقولها باطمئنان
ويكررها إلى عشر تسبيحات، فإن أنقصت فأقلها ثلاث، وكان تارة يقول في التسبيح
" سبحانك اللهم ربنا وبحمدك" .
وكان يقول في رفعه من الركوع : سمع الله لمن حمده ، اللهم
ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك
عبد ، لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد حمداً
كثيراً كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .
ثم يكبر ويخر ساجداً ولا يرفع يديه ويضع ركبتيه قبل يديه
ثم يضع جبهته وأنفه .
وكان ينحي يديه عن جنبيه وهو ساجد ويضعهما حذو منكبيه،
وفي صحيح مسلم " إذا سجدت فضع يديك وارفع مرفقيك " .
وكان يعتدل في سجوده ويستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة
وكان يبسط كفيه وأصابعه ولا يفرج بينهما ولا يقبضهما .
وفي صحيح ابن حيان كان إذا ركع فرج أصابعه فإذا سجد ضم
أصابعه، وكان يقول " سبحان ربي الأعلى – سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم أغفر
لي" .
ويقول :" اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من
عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك " .
ويقول : " اللهم أغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت
وما أعلنت وما أنت به أعلم أنت الله لا إله إلا أنت " .
وكان إذا أطال القيام أطال الركوع والسجود وكان يرفع رأسه
مكبراً ثم يجلس مفترشاً رجله اليسرى ناصباً اليمنى واضعاً يديه على فخذيه جاعلاً
مرفقه على فخذه وطرف يديه على ركبتيه .وكان يجلس بين السجدتين بقدر السجود ويقول
"اللهم أغفر لي وارحمني وأجرني واهدني وارزقني وارفعني "وكان ينهض على
صدر قدميه وركبتيه معتمداً على فخذيه ولا يعتمد على الأرض بيديه، عن أبي هريرة عن
النبي ص " إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ ما تيسر لك من القرآن ثم اركع حتى
تطمئن راكعاً ثم ارفع حتى تعتدل قائماً ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً ثم افعل ذلك في
صلاتك كلها".
هذه بعض صلاة النبي (ص) وهي في حقيقتها تثبيت لمعالم
الاطمئنان في نفس المصلي عندما يعطيها حقها من الأداء، وهي قمة ما تهدف إليه من
الناحية النفسية، ولهذا فليست الصلاة التي أمرنا أن نقيمها هي حركات بهلوانية
سريعة لا يكاد يتبين من يتابع المصلي حقيقة ما يؤدي وهذا الأداء الذي يتميز
بالسرعة والعجلة واللهفة ليس هدياً يأمرنا به بل هو إخلال ينهانا عنه .
ولهذا فقد أمر رسول الله رجلاً كان يصلي في عجلة وعدم اطمئنان وقال له : صل
فإنك لم تصل وأعاده عليه، ولما عجز الرجل قال علمني يا رسول الله فإني لا أحسن غير
ما أفعل، فعلّمه رسولنا كيف يطمئن كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
ولولا أن الصلاة بهذه العجلة لا فائدة منها ولا تحقق
الغرض الذي من أجله شرعت ما أمر الرسول هذا الرجل المسيء صلاته أن يعيدها .
ويصبح العمق في صلاتنا هو الأداء المطمئن والاطمئنان في
كل حركات الصلاة، وهذا ما أمرنا به الرسول فقال : " صلوا كما رأيتموني أصلي
" .
فكانت كل صلاته مطمئنة وأسرع ما كان في صلاته هو القعود
للتشهد بين الركعتين، فقد كان ص يقعد له وكأنه على الرضف والله تعالى أعلم .
المراجع والمصادر
1ـ القرآن الكريم.
2-الصلاة عمود الدين، دار المحجّة البيضاء، الطبعة الثالثة 1425هـ 2004م.
3ـ منهاج الصالحين (العبادات)، فتاوى الشيخ محمد سعيد الطباطبائي الحكيم، مؤسسة المنار، الطبعة الثانية 1418هـ ـ 1997م.
4ـ في رحاب الله جل جلاله، السيد حسين نجيب محمد، دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 1429هـ ـ 2008م.
5ـ نزهة الأفكار في روض الأحاديث و الأخبار، الشيخ محمود الصالح.
6- بحار الأنوار، الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، تاليف العلاّمة الشيخ محمد باقر المجلسي " قدس الله سرّه " ، الوفاء، بيروت ـ لبنان ، الجزء 81.
7ـ الأسرار الطبية لصلاة الليل، د. مصطفى سلمان محمد الخلف، دار الصفوة، بيروت ـ لبنان.
8ـ الآيات العلمية في القرآن الكريم، على محمد على دخيل، دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 1424هـ 2003م.
9ـ من روائع أقوال الإمام الصدر، غسان همداني.
10- أسرار الصلاة، العلاّمة زين الدين بن على العاملي، الدار الإسلامية، بيروت ـ لبنان، الطبعة الأولى 1410هـ ـ 1989م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق